اليوم العالمي لحقوق الإنسان في زمن لا حقوقي
البدالي صافي الدين/المغرب
أي طعم لهذا اليوم، 10 دجنبر، لحقوق الإنسان والأطفال يقتلون و يذبحون حتى في بطون أمهاتهم في فلسطين .؟ حيث لم يعد هناك حق في الحياة للطفل و لا للمرأة. أي طعم لهذا اليوم و المدنيون يقتلون بالجملة و يحرقون أمام انظار هذا العالم الذي أصبح عالم الجرائم ضد الإنسانية ؟ أي طعم لهذا اليوم الذي لم يبقى منه إلا الرماد لدر العيون الغافلة عن واقع حقوق الإنسان في فلسطين و عن الانحياز اللامشروط للكيان الصهيوني بزعامة الدول التي تدعي أنها حقوقية و أنها حارسة على احترام حقوق الإنسان في أبعاده الإنسانية و الكونية و الشمولية ؟ أين ذهبت بنود ومواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و هي وثيقة حقوق دولية تمثل الإعلان الذي تبنته الأمم المتحدة في 10 ديسمبر من سنة 1948 في قصر شايو في باريس.؟
هذا الإعلان الذي يتحدث عن رأي الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان المحمية لدى كل الناس على أن “جميع بني البشر أحرار ومتساوون بغض النظر عن الجنس أو اللون أو المعتقد أو الدين أو غيره من الخصائص ” لقد ظلت حقوق الإنسان تخرق منذ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في ربوع العالم من طرف الدول التي كانت في مقدمة صياغة هذا الإعلان و التصديق عليه و منها دول داعمة للكيان الصهيوني/ الإسرائيلي في مجازره للشعب الفلسطيني مثل أمريكا وبريطانيا. فأي طعم أصبح لهذا الإعلان والتسويق له في ظل واقع دموي في فلسطين.؟ و هو واقع تجلت فيه كل الخروقات لحقوق الإنسان، الحد من الحياة و حرق الأرض وتدمير المساجد و الكنائس وتهجير الأبرياء من أرضهم تحت النار وحرمان المصابين حتى من الحق في الاستشفاء و تجريد المدنيين من ممتلكاتهم و من لباسهم و حرمانهم من الاستمرار في الحياة. لقد كان حري بنا أن نختار صيغة جديدة مناسبة لهذا اليوم بمناسبة لما يجري من خروقات لحقوق الإنسان حتى لا تظل هذه الحقوق مجالا للاسترزاق المادي و السياسي و طمس واقعه المر وذلك بالإعلان عن 10 دجنبر تحت شعار ” اليوم الأسود لحقوق الإنسان،” في هذه المناسبة، للتعبير عن سخط و إدانة المجتمع المدني المحلي و العالمي للجهات التي تقوم بخرق هذا الميثاق وفي مقدمة هذه الجهات أمريكا و بريطانيا و فرنسا و مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة .