صمت الأنظمة العربية خيانة للقضية الفلسطينية.
البدالي صافي الدين/المغرب
ماذا يعني صمت الأنظمة العربية أمام المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني؟
هل هو خوف من الكيان الصهيوني و من أمريكا التي تترأس الحرب على الفلسطينيين،ليس في غزة فحسب، بل في كل المدن والقرى الفلسطينية حيث يوجد العرق الفلسطيني؟ هي أسئلة أصبحت تطرح نفسها بكل إلحاح و ملحاحية، لأنه حينما تتحرك دول عبر العالم تدين الجرائم الحربية التي ترتكبها الآلة العسكرية الصهيونية العالمية بزعامة أمريكا ضد المدنيين و الأطفال، و ضد الأطفال الرضع و ضد النساء، و ضد النساء الحوامل و ضد الشيوخ،أي ضد الإنسانية، و الأنظمة العربية المتخاذلة صامتة، فإن ذلك يعني تواطؤ مكشوف مع الكيان الغاشم و من معه ضد المقاومة الفلسطينية حتى لا تحقق النصر للفلسطينيين و للأمة العربية المستعبدة.
إن موقف الأنظمة العربية الداعم ضمنيا للكيان الصهيوني يهدف إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية و على المعارضة الفلسطينية حتى ترتاح إسرائيل و حتى يكتمل مشروع التطبيع الذي وضعته أمريكا و الذي من شأنه الهيمنة المطلقة على الدول العربية والإسلامية سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا. إن مشروع التطبيع وجد ضالته في نفوس الأنظمة العربية الحاكمة التي تدعي دفاعها عن الشعب الفلسطيني لتضليل شعوبها، و إذا ما تحركت هذه الشعوب وجدت القمع والإهانة أمامها. لكن هل يتحقق حلم هذه الأنظمة أم يتحقق حلم المقاومة الفلسطينية ؟
إن التاريخ يخبرنا بأن النصر لم يكن أبدا حليف الطغاة و لا الأنظمة المستبدة، بل كان حليف كل الحركات التحررية عبر العالم. لقد انتصرت المقاومة الفيتنامية على التحالف الأوروبي الأمريكي الهجين في ستينات القرن الماضي و انتصرت المقاومة المغربية و الجزائرية و التونسية و المصرية على الاستعمار رغم تفاوت في ميزان القوة. التاريخ يحدثنا عن انتصار المقاومة في الدول الافريقية والدول الآسيوية. إن انتصار المقاومة الفلسطينية السياسي قد تحقق من خلال التعاطف العام العالمي الشامل مع الشعب الفلسطيني و مع قضيته العادلة و انتصرت للشعوب العربية حيث كشفت عن خيانة بعض الأنظمة العربية وعن مدى ارتمائها في أحضان الصهيونية. و أما النصر القادم فهو تطهير الأرض الفلسطينية من الاستعمار الصهيوني.