” بلادُ العُرْبِ ليست بأوطاني “
بقلم بيسان مرعي – فلسطين
بلادُ العُرْبِ ليست بأوطاني
ولم تعُدْ كسالفِ الزمانِبلادُ العُرْبِ يا شعبي باعت
العروبةُ بأبخسِ الأثمانِبلادُ العُرْبِ باتت حضناً
دافئاً للعدوّ الماكرِ الجبانِبلادُ العُرْبِ تبحث عن
أشلائها في كلّ مكانِتفتّش عن الضمائرِ، عن
الأهل والصّحْبِ والخِلاّنِتستجدي بقايا كرامةٍ وعزٍّ
أذابهما مطبّعٌ للشعبِ خوّانِبلادُ العُرْبِ مشلولةُ الأطرافِ
عاجزة، ترنو للأمن ِ والأمانِوبها حكّامٌ قلوبُهم كالحجارة
لباسُهم مطرّزٌ بالخذلانِقولُهم الكذبُ إذا تكلموا
ولسانُهم ناطقٌ بالزورِ والبهتانِوجيوشُ العربِ آلاتٌ صامتةٌ
مدرَّعةٌ لحمايةِ ذاك السلطانِتقذف شعوبها بحممٍ من
القمع ِ والقهرِ والهوانِفأين جيوشُ خالدٍ وعلي
وأبو عبيدةَ وعمرَ وعثمانِوأين صرخةُ وا معتصماه
حين هبّوا لها كالفرسانِبلادُ العُرْبِ يا شعبي باتت
معاقلاً للظلمِ والطغيانِفشعوبُنا مسجونةٌ في قيودٍ
من الذلّ والحكّامُ كالسّجّانِألا ليت شعري أما كان
يقاس العدلُ يوماً بالميزانِأما كانت بلادُ العُرْبِ
واحةً تتزينُ بأبهى الألوانِأما كانت تكفكفُ الدمعَ
حين تحفرُ الأسى بالأجفانِقد كانتِ العروبةُ تجري
في عروقِنا كالدّمِ في الشريانِوصوتُنا يجلجلُ مغرِّداً كلّ
صباحٍ بنشيدِ العَلمِ والأوطانِفيا سائلاً عن بلادِ العُرْبِ
دلَّني ماذا حلَّ بالأهلِ والإخوانِوأيْقِظْ ضمائراً تغفو في سباتٍ
عميقٍ، بين أحضانِ الشيطانِ.