مركز حقوق الانسان بأمريكا الشمالية يوجه رسائل مفتوحة الى كل من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو و الى الرئيس الأمريكي جو بايدن
الموضوع: مجازر المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة: يجب المطالبة باحترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، بما في ذلك مطالبة إسرائيل برفع الحصار غير القانوني وغير الإنساني عن قطاع غزة.
في رسالتين مستقلتين توصل الفينيق بنسخ منها باللغتين الانجليزية موجهة الى الرئيس جو بايدن و الفرنسية موجهة الى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو موقعة من الرئيس بلعيد البوسكي في نيوروك و نائبه و ممثله في كندا عبد السلام المجلاوي بتاريخ 19 اكتوبر 2023 يعبر فيها مركز حقوق الإنسان في أمريكا الشمالية عن قلقه الشديد جراء الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بداية هذه السنة وخاصة منذ 7 أكتوبر 2023،و النطاق غير المسبوق لانتهاكات القانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي ترتكبها بشكل رئيسي الحكومة الإسرائيلية المتطرفة والتي تثير ردود أفعال الفلسطينيين الذين يدافعون عن أنفسهم بالوسائل المتاحة لهم. و يعتبرها كارثة إنسانية حقيقية بموجب القانون الإنساني الدولي، الشيئ الذي يقع على عاتق جميع أطراف النزاع التزام واضح بحماية أرواح المدنيين المحاصرين في الأعمال العدائية.
و قد جاء في الرسالة أنه منذ 8 أكتوبر 2023، قصف الجيش الإسرائيلي غزة بمعدل غير مسبوق، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 3300 شخص وإصابة أكثر من 9000 آخرين ـ الى غاية كتابة الرسالةـ بحيث أن عدد القتلى يقارب 6000 آلاف معظمهم من الاطفال و المسنين و النساء و ما يزيد عن 18000 مصاب و اللائحة طويلة. . تجري الآن عملية نزوح جماعي في شمال قطاع غزة. وينحدر معظم المدنيين في غزة من نسل أكثر من 750 ألف فلسطيني نزحوا أو أجبروا على الفرار من منازلهم في عام 1948، المعروف أيضًا باسم النكبة. إن التاريخ يعيد نفسه ويخاطر بتفاقم دائرة العنف هذه التي استمرت قرابة عقدين من الزمن في مواجهة محاولة جديدة لاقتلاع الشعب الفلسطيني من قطاع غزة.
لقد أمرت قوات الاحتلال الإسرائيلية المدنيين في شمال غزة ومدينة غزة بـ “الإخلاء” إلى الجنوب، وهو أمر غير قابل للتنفيذ “ويترتب عليه عواقب إنسانية مدمرة”، كما قالت الأمم المتحدة. ويبدو أنه بمثابة ترحيل قسري واسع النطاق، يحظره القانون الدولي.
كما تشير الرسالتين الى أن المنظمات الدولية قد تحققت من أدلة استخدام الجيش الإسرائيلي لقذائف الفسفور الأبيض المدفعية في المناطق المدنية المكتظة بالسكان في غزة، وهو ما يعتبر هجمات غير قانونية وعشوائية. الفوسفور الأبيض هو سلاح حارق بالمعنى المقصود في البروتوكول الثالث لاتفاقية حظر أو تقييد استخدام أسلحة تقليدية معينة، ويشكل خطراً كبيراً يتمثل في الحروق المؤلمة والمعاناة مدى الحياة عند استخدامه في المناطق المدنية.
وأكدت الرسالتين الى أن إغلاق إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية و خصوصا و أن مستشفيات غزة تفتقر إلى الماء والغذاء والحصول على الخدمات الأساسية، خصوصا وأنها في كفاح مستمر للتعامل مع تدفق الجرحىو المصابين.
هذا الوضع يعرض حياة الأشخاص في المستشفيات للخطر الشديد، ولا سيما أولئك الذين هم في العناية المركزة، أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، وكذلك الأطفال حديثي الولادة الذين يعتمدون على المساعدة التنفسية. وهو ما يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي.
و قد استفسرت الرسالة الموجهة الى رئيس الوزراء الكندي عن عدم تفهم موقف كندا التي لم تقم بعد بإدانة علنية للغارات الجوية العشوائية التي تشنها إسرائيل، والحصار الشامل والتهجير القسري الوشيك لأكثر من مليوني مدني في قطاع غزة.
و قد حث مركز حقوق الإنسان في أمريكا الشمالية في رسائله الموجهة الى الحكومتنين بما يلي:
ـ إدانة الهجوم على مستشفى غزة والذي أدى إلى مقتل أكثر من 500 شخص في 17 أكتوبر 2023
ـ حث طرفي النزاع على احترام القانون الإنساني الدولي وإعطاء الأولوية لحماية أرواح المدنيين، وإنهاء الهجمات العشوائية على البنية التحتية المدنية وقتل المدنيين.
ـ حث السلطات الإسرائيلية علناً وبشكل لا لبس فيه على إلغاء أمر “الإخلاء” فوراً.
ـ التفاوض وتأمين وصول المساعدات الإنسانية – الإمدادات الطبية والغذاء ومياه الشرب وغيرها من الضروريات للبقاء والمساواة بين الجنسين – في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، دون عوائق.
ـ استخدام كافة الجهود الدبلوماسية المتاحة لها لمعالجة الأسباب الجذرية لدوامات العنف المتكررة وإنهاء الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة، والذي دام لأكثر من 16 عاماً، وإنهاء نظام الفصل العنصري الذي تفرضه إسرائيل على جميع الفلسطينيين.
و قد نبهت الرسائل المسؤولين الحكوميين، أن من واجبهم ،بالنيابة عن جميع مواطنيهم، احترام الالتزامات الدولية في مجال حقوق الإنسان ومطالبة إسرائيل وحلفائها باحترام هذه الالتزامات نفسها.
كما حثتهم في هذه الظروف الحرجة على وضع أنفسهم على الجانب الصحيح من التاريخ واستخدام صوت دولهم ونفوذهم بشكل لا لبس فيه لحماية الفئات الأكثر ضعفا.
بلعيد البوسكي الرئيس
عبد السلام مجلاوي نائب الرئيس (ممثله في كندا)