في الذكرى الرابعة لميلاد الجبهة العربية التقدمية
وحدة الشعوب ضرورة تاريخية
يوسف بوستة/المغرب
الشعوب العربية معروفة منذ القدم باختلاف الالسن وتعدد الأعراق والثقافات والملل والنحل، واعتنقت عبر التاريخ العديد من الديانات وافرزت عدة مذاهب وطوائف، وقد تلاقحت عبر قرون مع الكثير من الحضارات من كل شعوب الارض في المشرق والمغرب والشمال والجنوب، في الحرب كما في السلم.
إن الوحدة العربية التي نحن بصددها اليوم تنطرح بمفهومها الحضاري الواسع، كمشروع تقدمي تحرري يسعى لتحقيق وحدة الشعوب العربية، تلك الوحدة التي يجب ان تنبني على اسس الديمقراطية والمساواة والمواطنة الكاملة، وهي بالضرورة ستكون في تعارض تام مع كل اشكال الظلم والاستبداد والتمييز سواء كان على اسس عرقية او دينية ومذهبية او لغوية وثقافية، هذه الوحدة التي لن تكون رغبة سلطوية او مذهبية او أيديولوجية فجة، وانما هي ضرورة تاريخية وحضارية من اجل التحرر والانعتاق من براثين القهر والاستبداد وكسر طوق الهيمنة الامبريالية والصهيونية، من خلال الربط الجدلي بين النضال الوطني التحرري والنضال الطبقي، والبداية ستكون من فلسطين التاريخية ….