أقول قف و قاوم

بقلم الشاعر المغربي بوعلام الدخيسي 

أقولُ:
قُمْ وقاوم..!
أقولُ:
لا ترحلْ
وإن جاروا
وإياك تساومْ…!
أقول ما أقرأ في أشعار من كانوا
كأني واحدٌ منهمْ
أجَرِّب استعاراتي
وأدعو ممسكًا بالنار أن يصبرَ
أدعو الله في سكينةٍ
أن ينصر القومَ
وأمضي..
أحمد اللهَ
فقد أدّيتُ فرضي..
ودعوت اللهَ، لم أخذلْ أحبائي..
ولم أكتفِ طبعًا..
فقمت أرسمُ النصر على صفحتِيَ البيضاءَ،
لم تُمْسَسْ بسوءٍ
لم تُمَرَّغْ في الركامِ
لم تذقْ طَعم اللظى…
اِسمعْ بنيِّ..!
قلتُ
أحكي للصبيِّ
أَقطعُ الأنينَ.. بالحنينِ
والحديدَ.. بالحديثِ عن عصرِ الملاحمْ..
ألعنُ صقرًا حام غَدرًا
دون طعنٍ في الحمائمْ..

الحمد للهِ
لقد أنجزتُ وعدي
وضربت باليدِ اليدَ التي دمَّرتِ البيتَ
ولم أبنِ لِحَدِّ الآنَ شيئا
غيرَ أني ماهرٌ في رفع صوتي
حينما يسقطُ بالجنبِ
شهيدٌ
أو جدارٌ
أو مدينهْ…
منتفضٌ،
أنفُضُ ما في الوسع مِن ضغينهْ
أصرخُ:
دَمِّرْ..
دَّمِرْ…!
أحزَنُ…
لا أُضمِرْ..
ذلك جهدي يا بنيْ
عُذرَكَ لا تُعاتبْ
هاكَ، واسمعْ
بين أنقاضكَ ما يعلو
ويحلو
من هدير في العواصمْ..
لبيكَ…
لبيكَ
أقولها
وأُفضي للشتائمْ..
لبيك يا “أقصى”
ولم أكذبْ
وإني صادقٌ معترفٌ
لم أَدنْ يومًا
كان حبي فسحةً
وكان حُزني للمواسمْ…
أقول، عذرا يا بنيِّ
بل أقول:
قاومْ..
قاوم سكوتي
وافضحِ الصوت الذي
قلتُ
سيكفي
وَاتِ مِن خلفي
أنا الذي كان عليك طردُهُ من الجوارِ
لو فعلتَ كنتَ الآنَ حُرَّا
فاقصِ صوتي
تُكْفَ صمتي
والهزائمْ…