أيها المسؤولون! مدينة قلعة السراغنة ليست مطرحا لما لا تحبون
البدالي صافي الدين/المغرب
احترام كرامة المدن واجب حضاري واحترام كرامة أهلها واجب إنساني و احترام بيئتها حق تضمنه المواثيق الدولية وميثاق رؤساء المدن والمحليات العالمي للمناخ والطاقة. إن مناسبة هذا القول هو ما يقوم به المسؤولون الجهويون من سلطات ومنتخبين لجهة مراكش آسفي و المسؤولون الإقليميون و المحليون من سلطات ومنتخبين لإقليم قلعة السراغنة من خرق سافر لهذه الأعراف و المواثيق المشار إليها، لما يقومون به من تحويل مدينة قلعة السراغنة الى مطرح لكل ما لا يحبونه و لكل ما يكرهونه و لكل أشكال التخلف والبؤس.
لا يعقل أن يفتح سكان هذه المدينة العريقة في التاريخ أعينهم كل صباح على جحافل من المشردين والمختلين عقليا و من أفارقة فارين من جحيم الفقر و التخلف في بلدانهم، تغزو المدينة و قد قذفت بهم ليلا حافلات وشاحنات تأتي من مراكش كلما كان فيها مؤتمر دولي أو زيارة ملكية. يريدون أن يخفوا عيوب مراكش و واقعها من حيث المشردين والمختلين عقليا و من حيث وجود متسولين بحشد هؤلاء وترحيلهم و الإلقاء بهم في مدينة قلعة السراغنة تحت جنح الظلام،و منهم من يعتدي على المارة و منهم يعتدي على السيارات و المنشآت و من بعض الأفارقة ممن يعترضون سبيل السكان في واضحة النهار.
إنهم يريدون بهذا السلوك اللامسؤول تحويل مدينة قلعة السراغنة الى مطرح لما لا يحبونه، حتى تتحول الى مدينة ذات المظاهر المستفزة والمقلقة. إن هؤلاء المسؤولين إنما يرتكبون جرائم انسانية في حق المرحلين إلى مدينة قلعة السراغنة، إذ بدلا من هذا السلوك الذي يتنافى والقيم الاجتماعية و الإنسانية كان من الواجب عليهم ضمان حقوقهم كالحق في الحياة والحق في العلاج و الأمان الصحي، وهو ما تنص عليه المواثيق الدولية من حقوق اجتماعية و ثقافية و مدنية (العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمدنية والسياسية ).كما يرتكب هؤلاء المسؤولين جرائم في حق ساكنة قلعة السراغنة التي من حقها أن تعيش في بيئة سليمة بدل أن تعيش البؤس و عوامل التخلف و عشوائية التدبير و التسيير و المعاناة من المشردين والمختلين عقليا و كثرة المتسولين الذين يقذف بهم في المدينة. فالتصدي لهذه المظاهر أصبح من الأولويات لدى سكان قلعة السراغنة عبر كل السبل المشروعة و القانونية.