تحقيق السلام يبدأ بالتوقف عن تقويض حل الدولتي
بقلم : سري القدوة
الثلاثاء 4 تموز / يوليو 2023.
تحقيق الامن والسلام يتطلب التوقف الفوري عن ارتكاب الجرائم والممارسات العدوانية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، ولا بد من وقف جميع الأعمال الأحادية الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة والتوقف عن الاستيطان وعنف مستوطنيه وجرائم القتل وهدم المنازل والمدارس والمنشآت في أرضنا الفلسطينية المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى والإفراج عن جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزة، ووقف الاعتداءات على أهلنا في مدينة القدس الشرقية ومقدساتنا المسيحية والإسلامية، وكذلك الاعتداء على المناهج المدرسية ومحاولات تهويدها .
ما تقوم به سلطات الاحتلال من اقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بشكل يومي، وما يجرى من تهديد بتدمير ممنهج لمؤسسات السلطة الفلسطينية ومحاربتها حيث يتم اشعال الأوضاع والاستمرار في ارتكاب الجرائم المخالفة للقانون الدولي الامر الذي لا يمكن السكوت عنه امام هذه الممارسات الإجرامية التي يجب أن تتوقف جميعها قبل فوات الأوان .
حكومة التطرف وبرغم كل قرارات الشرعية الدولية بخصوص مدينة القدس المحتلة، التي طالبتها بعدم المساس بقدسية الأماكن الدينية، وعلى وجه الخصوص المسجد الأقصى، باعتباره موقعًا إسلاميًا مقدساً مخصصاً للعبادة، إلا أنها ما زالت تضرب تلك القرارات بعرض الحائط، وتدير الظهر لكل المخاطر التي يمكن أن تنشب نتيجة سياساتها المتهورة غير المسؤولة .
تحقيق الأمن والسلام يبدأ بالتوقف الكامل عن تقويض حل الدولتين من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتوجه نحو الأفق السياسي، لأن تقويض حل الدولتين المستند لحدود العام 1967 من جانب إسرائيل، وتحويله إلى واقع الدولة الواحدة بنظام الأبارتهايد، لن يخدم الأمن والاستقرار في منطقتنا، بل سيؤدي إلى قطع العلاقات وانهيار الاتفاقيات القائمة .
ولا بد من تعزيز العمل الفلسطيني والعربي المشترك وقبل انهيار الأوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة والسعى للتوجه إلى مجلس الأمن الدولي ومنظمات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كافة من أجل الإسراع لحماية حل الدولتين، تمهيدا للذهاب إلى أفق سياسي، ينهي الاحتلال لأرض دولة فلسطين على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، ويقدم حلا عادلا لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما يتطلب وقفة حاسمة من الجميع وفي نفس الوقت لا بد من التمسك بالمقاومة الشعبية ورفض العنف والإرهاب في المنطقة والعالم اجمع والعمل على ادانة ممارسات الاحتلال الارهابية وجرائم المستوطنين التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة .
يجب ان يتوقف المجتمع الدولي عن حالة الصمت والعمل على حماية حل الدولتين، ويجب ان تتخذ الدول التي تؤمن به خطوات مهمة نحو الاعلان عن اعترافها بدولة فلسطين وخاصة دول الاتحاد الاوروبي كما يجب دعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ولهذا لا بد من اجراء المشاورات الفلسطينية والعربية في الاطار الدولي والسعى لدعم جميع أعضاء مجلس الأمن والجمعية العامة لضمان حصول فلسطين على عضويتها الكاملة ويمكن في هذا الصدد عقد مؤتمر دولي بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة من أجل حماية حل الدولتين .
المجتمع الدولي مطالب بسرعة التحرك الجاد لوضع حد لكل الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية المتكررة، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف بما فيها حق العودة وتقرير المصير وتجسيد إقامة دولته المستقلة وذات السيادة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة .