وقفة تأمل لا بد منها ….
الحسين فاتش/اسبانيا
أسابيع تفصلنا في اسبانيا عن العرس الديمقراطي للثالث والعشرين من شهر يوليوز 2023، حيث سيقول المواطن الاسباني كلمته الفصل لاختيار من يمثله ومن يحكمه عبر الانتخابات العامة مترجما بدلك حقه الدستوري في المشاركة السياسية وصنع القرار، ومجدرا بهذا السلوك السياسي الحضاري قيم الديمقراطية وحقه في تفعيل المواطنة الحقة الغير القابلة للمساومات …
هذا فيما جاليتنا بعيدة كل البعد عن المشاركة في صناعة هدا الحدث رغم كونه يحدد مصائر حاضرنا ومستقبلنا جميعا …
من عجائب أمورنا أن جاليتنا تعيش كعادتها خارج السياقات وخارج تسونامي التحولات الاجتماعية السياسية التى تطرأ على المحيط، محتارة بين الانطواء على الذات والابتعاد عن المجتمع أكثر فأكثر بالرغم مما لهذا المنحى من سلبيات، وما يترتب عنه من تعميق أزمة التعايش و الاندماج و الشعور بالغربة في اللغة والتقاليد واللباس …
وإدا كانت المشاركة السياسية هي أرقى تعبير عن المواطنة فإن النشاط السياسي داخل الأحزاب السياسية هو وسيلة وغاية التعبير عن توفر الشعور لدى المواطن بالانتماء والاهتمام بالشأن العام .
ومصيبة جاليتنا في اسبانيا، أن كل المحاولات التى دهبت في اتجاه خلق الأحزاب السياسية وافساح مجال التأطير السياسي لنخب سياسية مهاجرة زاغت عما يسمى في اسبانيا ’’EL SENTIDO COMUN’’ الحس الجماعي و تأثرت بالتفكير الدينى المنغلق الذى اتجه الى التصلب على قيم ومعايير وممارسات ضد المجتمع الاسبانى وضد عموم الغرب وقيمه وثقافته .
يكفينا الاستشهاد بسابقة ماسمي في حينه بحزب التحرير الاسلامي الذى اتهمته السلطات الاسبانية بارسال الارهابيين للجهاد في سوريا، هذه التجربة السابقة السلبية في سجل محاولات تسييس جاليتنا وغيرها من السوابق والسلوكيات المخالفة لقواعد التعايش مع ثقافة وقيم بلد الاستقبال التى يضيق المجال هنا لحصرها، هي من زرعت مشاعر التوجس و التشكيك لدى سلطات ومجتمع بلد الاستقبال بحسن نوايانا …..وهي من ستقوض من حظوظ الأجيال من أبناءنا وأحفادنا في أن يحققوا ماحققه أمثال ريشي سوناك المهاجر الذى يحكم بريطانيا العظمى. .