الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

لماذا كانت الخيانة ظاهرة اجتماعية وسمت وتوسم جماعة الساحل  اقليم العرائش؟

 
بقلم : عبدالنبي التليدي – المغرب
 لماذا اضحت الخيانة لصيقة بكثير من منتخبي وشباب  جماعة الساحل رغم أنها جماعة أقرب إلى المدنية والحضارة  وما تحمله الكلمتان من معنى كالمعنى الثقافي الذي يهذب الإنسان ويجعله محصنا ضد كل المظاهر المنبوذة في المجتمع كالغدر والخيانة وبيع الذمة ولو بابخس ثمن مثلا والتخلي عن المروءة في مواجهة المغريات المادية مثلا كالرشوة ، ما يجعل مصالح الناخبين وكل المواطنين في مهب الريح لأن المنتخب خان تعهداته التي قطعها على نفسه أمامهم اثناء الحملة الانتخابية وضحى بمصالح المواطنين الذين   انتخبوه ليكون مدافعا امينا عن حقوقهم المادية والمعنوية أمام الإدارة  وعن كرامتهم ان مست لكنه فضل مصالحه الخاصة والذاتية وانبطح أمام المنتخب صاحب الشكارة  الذي يجعل من الانتخابات وسيلة للاثراء غير المشروع على حساب الناس من الفقراء والشباب والأطفال من خلال استغلال مقدرات الجماعة في الاتجاه الذي يخدمه ويحقق مصالحه الخاصة لانه يملك المال فاستطاع شراء البشر من المنتخبين بعدما اشترى عديمي الضمير من بعض الشباب الذين يضعون انفسهم رهن من يعطي أكثر فتضيع مصالح الناس وكل تلك الفئات المذكورة في العيش الكريم وفي العمل بشرف وفي التعليم والصحة والخدمات فتصبح الجماعة نموذجا للتخلف العام وهو ما لا يرضي الله ولا اي غيور مثقف منتسب إلى الجماعة  او اي ذي ضمير حي  لأن ثروة الجماعة ذهبت لغير أهلها الذين يستحقونها إلى من لا يستحقونها بالاعتماد على السرقة والنهب والتهديد والتدليس والتواطئ وعلى كل وسائل الريع والحرام ؟
انه سؤال ما فتئ يراودني أمام ظاهرة الخيانة التي وسم بها أغلب من قدر لهم تمثيل  المواطنين سابقا وحديثا في مجلس الجماعة وصوتوا عليهم لهذا الغرض فيبيعون انفسهم بالمال لمن اغذق عليهم فيفعل في الجماعة ما يريد التي تصبح وكانها اقطاعية له والخونة من المنتخبين  فيها كالعبيد والمواطنون محرومون من حقوقهم لانها بيعت وبيعوا  بابخس ثمن للسيد الذي يملك المال الذي استطاع بالقليل منه  ايضا شراء قاعدة واسعة من اولائك المواطنين مستغلا عوزهم وفقرهم وجهلهم ؛ فتصير الجماعة بمثابة ملكية له يبدأ في التخطيط فيها لكيفية نهب خيراتها واستغلال مقدراتها في البر حيث الأرض شاسعة يمكنه أن يفعل بها ما شاء ودون حسيب او رقيب لانه استطاع بماله أن يفتح   “الطرقات في البحر” مثلما يقال في الدارجة المغربية  كما يستطيع الاستثمار في الشواطئ واستغلال ما يمكن استغلاله في البحر الذي كاد ان يصبح بحره … فمن خلال التجربة امتدت لسنوات وجدت أن من كان يؤمل منهم الخير و يمكن الاعتماد عليهم للاصلاح خانوا العهد بسرعة غريبة إلى حد الصدمة والامثلة كثيرة منها تلك التي تعود إلى عقود من  السنوات خلت ومنها تلك التي تعود إلى هذه السنوات الأخيرة سآتي فقط على ذكر مثلين احدهما من الماضي البعيد نسبيا والاخر من الزمن القريب  :
– المثل الأول؛ خيانة عضوين في اول مجلس جماعي في الجماعة  انبثق عن الانتخابات الجماعية لشهر سبتمبر 1977 لمجموعتهما الانتخابية  المكونة من خمسة أعضاء ، لان عدد اعضاء المجلس  كان يبلغ احد عشر عضوا ، اثناء عملية انتخاب مكتب المجلس ما أدى الى فوز الاعضاء المدعومين من السلطة المحلية ومن يملك المال  المعارضين لمجموعة الأحزاب الوطنية والتقدمية ،  برأسة المجلس والمكتب رغم ان الجميع امي ، ما  اعتبر التدخل سلوكا يخرق بشكل مفضوح الظهير الملكي المنظم للانتخابات الجماعية الصادر سنة 1977  .
وبعد البحث تبين أن احدهما وهو منتخب عن دائرة البلاط  حصل رحمه الله على رشاوى و امتيازات من لدن السلطة المحلية ومن بعض اتباعها المفسدين للديموقراطية ولما سألته عن السبب أجاب بأنه سبق لي ان قلت لكم “متفقين” يعني “متفقين انا واصحابي في الاغلبية التي فازت ! وهو ما أثار ضحكي لما كان يبيته العضو  .  بالاضافة الى ما حصل عليه اخر  ترشح في حومة الديزا بالريحيين باسم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية رغم انه لم يسبق له  الانتماء اليه ولكن اضطر فرع الحزب إلى ذلك لعدم توفر مرشح اخر   إلى لترشيحه  ،  حصل على جواز سفر وعلى عضوية في مجلس وكالة الماء والكهرباء الذي يخصص تعويضات مهمة شهرية لاعضائه ! وعندما واجهته بخيانته حاول رحمه الله ضربي بواسطة ميزان متجر كنا نتواجد داخله  ولكن الله كان لطيفا بي .
– المثل الأخير وليس الاخر ؛ يتمثل في قيام   رئيس احدى الجمعيات  الثقافية  تأسست بعد جهد جهيد في العقد الأخير  من اجل النهوض بالثقافة في الجماعة بوأد الجمعية في مهدها بعد أن خذلها بشكل مريب ومستفز  وموسوم  بالغدر والخيانة ، في إطار صفقة مع احد النافذين داخل مقر  الجماعة الترابية  الذي لم يكن راضيا على وجود تلك الجمعية لانه كان يراها مناوئة له ومهددة لمصالحه باعتبارها جمعية ثقافية تهدف إلى توعية الناس بحقوقهم وحتى الدفاع عن مصالحهم ، لذلك لم يبخل على صاحبنا الشاب الذي ما زال يدعي وبلا حياء  النضال من اجل الدفاع عن المواطنين ، بالدعم المالي  المطلوب لتنمية ورشته وبالدعم للفوز بمقعد انتخابي في مجلس الجماعة باسم الحزب الذي ينتمي اليه ذلك النافذ .
والغريب في الأمر أن هذا الخذلان  تم رغم توسل والد “الشاب” الذي سبق له أن كان منتخبا باسم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لكنه يظهر انه أصبح  مغلوبا على أمره لكبر سنه ولان الشاب مغرور .
فبماذا تفسر هذه السلوكيات التي تصنف في خانة الخيانة وتمنع اي اصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي وغيرها في الجماعة التي هي في احوج ما تكون إلى التنمية والمواطنون والمواطنات فيها هم كذلك في احوج ما يكونون إلى الازدهار وإلى الحياة الكريمة يعوضانهم عن الفقر المذقع الذي يعانون منه وعن كل المشاكل الاجتماعية التي يقاسونها كالبطالة والامية والجهل والمرض ؟
بحثت عن الاسباب الكامنة وراء سلوكيات تلك النماذج فوجدت أن الأمية والجهل والنقص البين في الوعي السياسي وبالحقوق والواجبات من اسبابها بالإضافة   الى الفقر والهشاشة ما يجعل المثل المعروف “جوع كلبك يتبعك ” الذي يعمل به بعض ذوي السلطة والجاه والمال في بعض الاوساط الاجتماعية وبالأخص منها الفقيرة صادقا ، كما يلعب الاستبداد بالسلطة وبالامور  والظلم والقهر دورا مهما في تدجين الناس ما يجعلهم يخضعون بكل سهولة وينساقون بكل سلاسة وراء الاقوى  سلطة ونفوذا ووراء من يعطي أكثر واغنى .
ما ذكرته أعلاه وأخذته من واقع جماعة الساحل اقليم العرائش يعتبر نموذجا يجعلني أتشاءم من اي تغيير لاحوالها العامة في الحاضر والمستقبل المتسمة بالبؤس والهشاشة إلى حد مخيف بل وخطير  أو اصلاح لحياة المواطنين والمواطنات وتنمية البلاد خاصة وان هذه لا تعدم الخيرات الطبيعية ومقومات العيش من ثروة في البر والبحر ويد بشرية لكنها عاطلة ومهملة تحتاح إلى من يستثمر فيها بجد ونزاهة ويخطط لنمائها تخطيطا عاقلا ونزيها بعد توفير شروط جيدة لتعليم جيد وعام والاهتمام بالصحة العامة والبعد تمام البعد عن الفساد من خلال ربط المسؤولية بالمحاسبة وعدم الافلات من العقاب .
وهو ما يوجب على الدولة إعادة النظر في سياستها في ميدان التعليم العمومي الذي يحتاج إلى الدعم المالي الحقيقي وإلى توفير الموارد البشرية الكفاة والوسائل البيداغوجية الضرورية التي من شأنها توفير تعليم جيد للناشئة .
كما يوجب على الأحزاب السياسة الصادقة تاطير المنخرطين فيها تاطيرا جيدا مبني على القيم والمبادئ وعلى الاخلاص لمهامهم الحزبية وللمواطنين عامة وعلى احترام القوانين والمؤسسات حتى لا يظهر بيننا المزيد من منتحلي الصفات والنصابين والمتحايلين مثلما اشيع في جماعة الساحل  عن منتحل صفة محامي فيها اودع منذ شهر ابريل السجن المحلي في العرائش من طرف النيابة العامة للمحكمة الابتدائية التي احالته على القضاء الذي ينظر في قضيته .
وايضا فان المجتمع المدني وجمعياته المختلفة التي انتشرت كالفطر وعلى كل فرد في المجتمع القيام بدوره حسب موقعه ومستواه الثقافي وحسب مسؤوليته في التاطير والتوعية والاخلاص في عمله والتعاون مصداقا لقوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) مثلما قال ايضا في محكم كتابه ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله واامؤمنون ) صدق الله العظيم.
فمتى يعي كل منتخب في جماعة الساحل انه مسؤول أمام الله الذي لا يحب الفساد في الارض كما لا يحب المفسدين وانه سبحانه يمهل ولا يهمل ومسؤول ايضا أمام المواطنين الذين وثقوا له  ويعانون الفقر والهشاشة انت ايها المنتخب مسؤول أيضا عن اوضاعهم البئيسة التي لا يرضاها لهم إلا من لا يملك ذرة ايمان في قلبه وقد قال رسول الله صلى عليه وسلم ( لا ايمان لمن لا امانة له ) وقال الله سبحانه وتعالى( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) صدق الله العظيم ؟ .
    عبدالنبي التليدي عضو سابق في جماعة الساحل
Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات

error: Content is protected !!