قصة قصيرة : اسطوانة الأوكسجين
محمد نايت دراع/ المغرب
الرجل الذي أصابته لعنة اختناق حادة; في شبه غيبوبة على سرير بغرفة العناية المركزة ؛ عيناه مفتوحتان برجاء على أسطوانة الأوكسجين البيضاء ، لساعات والأسطوانة تهدر كماكينة قديمة، تهصر رئتيها وتنفث غاز الأوكسجين خيطا دقيقا في جسده ، تمني النفس في أن يدير حفيف أنفاسها محرك قلبه ، بين الفينة والأخرى يفتح الرجل عينيه على هيكل الأسطوانة ويغمضهما في تثاقل على طيف أنثى ، تشاجرت الصور في دماغه ، ارتعب حين صار يغلق عينيه ويفتحهما على زرقة تستبيح بياض هيكلها شيئا فشيئا ، انتبه فجأة الى نبرة صوتها الخشن و بخرخرة أشبه بسكرة موت ، أو بصرير باب خرافي ينغلق على الكون ، رفع عينيه الى مصدر الصوت ، شهق وهو يرى جسدها المتراخي يتهاوى نصفه على طرف سريره ،مد إليها يديه العجوزتين ، رفعها بتعب ثم مددها مكانه على السرير ، يضغط بكلتا يديه على فتحة قلبها ، يمني النفس في ان تنعش حركاته قلبها ،وهو يهذي بقهر انقذيني أيتها الاسطوانة انقذيني انقذيني …
2 Responses
قصة رائعة جدا بالتوفيق مع مزيد من العطاء
بالتوفيق