الشعبوية المؤذية من البلادة السياسية!
محماد هرويز التمري/ اسبانيا
يمكنك و باستطاعتك أن تصرح بما تشاء. قد تكون مُصِيباً فيما تقول من حيث الجوهر، لكن، قد تحوله إلى مُصِيبَةٍ و تعطل ما تحقق من مكتسبات عندما يكون في الظرفية و المقام غير الملائمين.
أن تُحْمَلَ في صناديق الإقتراع لِتُوضَعَ في قبة البرلمان، و في المستوى الذي أنت فيه لا يجعلك حرا تُطْلِقُ تصريحاتٍ قد تُخِلُّ:
بمسيرة تطور العلاقات المغربية الإسبانية في إطار تحولها التاريخي الجديد بدعم الحكومة الإسبانية لمقترح الحكم الذاتي في #الصحراء_المغربية، و اعتباره حلا عقلانيا و ذا مصداقية، بما تحقق من مكاسب في مجالات عديدة،و بما هو قيد الدراسة و التفاوض و تنزيله على أرض الواقع.
ثم إن الجهل او التجاهل السياسي، و عدم الإلمام بواقع الجالية المغربية في مختلف جوانبها، و بالحياة السياسية الإسبانية و تتبع تطوراتها ميدانيا، من حيث تنافس الأحزاب السياسية للفوز في الإنتخابات البلدية و الجهوية المقبلة، التي تمهد للفوز في الإنتخاب التشريعية الموالية، و إطلاق تصريحات غير مدروسة العواقب، سيشكل ورقة مربحة في الحملات الإنتخابية:
للحزب اليميني المتطرف المعادي لكل ما هو مغربي بالأساس،
للأحزاب الأخرى المناهضة للتوجه الجديد للسياسة الخارجية الإسبانية.
و فعلا، قد جاءت ردود إسبانية إعلامية و رسمية على هذه التصريحات الشعبوية غير المسؤولة، التي لا محالة ستدفع إلى تأويلات غير صحيحة تمس ببرامح التوعية_السياسية التي يقوم بها المجتمع المدني المغربي للتعبئة من أجل المشاركة السياسية، منها العضوية في الأحزاب.
التنسيقيةالعامةلمغاربة إسبانيا التي من أهدافها تحقيق المشاركة السياسية في بلد الإقامة و في بلد الأصل، بدأت بلقاءات ميدانية مع الفعاليات الجمعوية و الحقوقية و السياسية من أجل التوعية و التعبئة، كانت بدايتها من المنطقة الجهوية لبلينسية( لقاء كريفيينتي)، ثم بكطالونيا ( لقاء طراغونا)، و يستمر مسلسل اللقاءات في هذا المجال.
فلا نريد منكم نصائح و لا وصاية، أنتم الذين حرمتم الجالية المغربية من المشاركة السياسية في بلدها الأصلي و نهجتم سياسة التهميش و الإقصاء، و حتى في بلد الإقامة بعدم تفعيل المعاملة بالمثل في الإنتخابات.
فأهل مكة أدرى بشعابها، كما يقال.