الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

غلاء الأسعار يسحق الطلاب الجامعيين ويهددهم بالإنقطاع عن الدراسة

 

برعلا زكريا- المغرب

 

عزيزي القارئ،
من دون شك أنك اكتويت بنار غلاء الأسعار الجنوني، مهما كان مستواك المادي. ولك أن تتخيل معاناة الطلاب الجامعيين، هؤلاء يعرفون جيدا ما الذي يعنيه ذلك، فالدراسة الجامعية قد تحولت إلى كابوس يلاحق الطلاب الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين الغلاء في أسعار السكن والمواصلات والمصروفات اليومية.

 

في الواقع، يمكننا أن نقول بكل صراحة أن الطلاب الجامعيين في المغرب يواجهون معاناة حقيقية في مواجهة غلاء الأسعار، بكل مدن المملكة. وفي مدينة القنيطرة على سبيل المثال، تعتبر الإيجارات الباهظة للشقق والغرف المشتركة هي أحد أكبر التحديات التي يواجهها الطلاب،
خصوصا الوافدين من المدن الصغيرة والقرى، والذين ينحدر أغلبهم من أسر تعاني من الهشاشة والفقر.

والأخطر من ذلك أن بعض الطالبات اللاتي تجدن أنفسهن في حالة إفلاس قد يجعلهم ذلك عرضة لتربصات الذئاب البشرية، هؤلاء يستغلون حاجة الطالبات، ويعرضون المساعدة لغاية في نفس يعقوب.

ولعل الغلاء وعدم القدرة على تحمل المصاريف اليومية هو أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الانقطاع عن الدراسة الجامعية، حيث كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أن 49.4 في المائة من الطلبة يغادرون الجامعات دون الحصول على أي شهادة، وهو ما يشكل ارتفاعا كبيرا في نسب الهدر الجامعي.
ومن أجل مواجهة المصاريف يلجأ بعض الطالبات والطلبة إلى البحث عن عمل. لكن سوق الشغل بالنسبة لحالاتهم لا يعد بالكثير وإن كنت طالبا محظوظا ستجد عملا منهكا لساعات طوال، وبمهام متعددة، مقابل أجر زهيد. وبالنسبة للطالبات صار مألوفا عملهم بالمقاهي راضخين لتعليمات المشغل بالحرص على مظهر مثير يجلب الزبائن من مرضى النفوس.

 

وعلاوة على ذلك، فإن الطلاب الوافدين من أماكن مختلفة مهددون بمشاكل صحية جمة، فقد لا يحصلون على الرعاية الطبية، وقد لا يتمكنون من توفير وجبات صحية وغذائية متوازنة، أو السكن بشكل مزدحم في بيوت لا تتوفر على التهوية اللازمة. وهو ما قد يؤثر على نجاحهم الأكاديمي، ناهيك عن متطلبات الدراسة من كتب ووسائل تعليمية.

 

وفي النهاية، يمكننا أن نقول بأن الطلاب الجامعيين في المغرب يواجهون تحديات كبيرة في مواجهة غلاء الأسعار. وهذا يجعل التعليم الجامعي مسألة صعبة للغاية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها البلد. لكن، على الرغم من هذه المشاكل، فهم يستمرون في النضال من أجل تحقيق أحلامهم وبلوغ أهدافهم، مما يجعلهم يستحقون كل الاحترام والتقدير.
ولأن المغاربة معروفون بالطيبة والسخاء، والإيثار والكرم، فلا بأس من التذكير بضرورة مآزرة الطلبة في هذه الأيام الصعبة حسب الاستطاعة. “الخير في المساعدة”.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات