“الجوع لا دين له و لا وطن؛ أيتها الحكومة “
خالد بوخش – المغرب
جميع وسائل التواصل الإجتماعي تعج بنقد الوضعية الحالية لأسعار المحروقات و المواد الغذائية منذ فترة طويلة؛ و الحكومة ما زالت صامتةو لا تحرك ساكنا؛ لا حلول ناجعة و لا تواصل فعلي حقيقي مع المجتمع مستعيرة حيلة ” كم حاجة قضيناها بتركها ” ! يبدو أن حكومة رجلالأعمال عزيز أخنوش لا تعلم أن حاجة الأكل مستحيل أن تقضى بتركها مهما بلغت المماطلة و الإلهاء و سياسة الآذان الصماء.
قد يترك المواطن الكثير من الحقوق إلا أمنه الغذائي؛ و الدليل أن الكثير من القضايا و المشاكل المجتمعية سريعا ما تنسى في المغرب؛ إلا ارتفاع الأسعار المهول مع الحكومة الحالية مازال طنينه يطرق بقوة على صفحات التواصل الإجتماعي منذ فترة طويلة.
أ لا تعلم حكومتنا الموقرة؛ أن الجوع لا يمكن مداراته أو إلهاؤه ! و أن الجوع كافر! و قد يكفر بأسمى القيم الإنسانية و الأخلاق الكونية! و منالعته أن تؤنس و تداري طفلا و هو يصرخ جوعا! عليك أولا أن تؤمن غذاءه. أ لا تدري حكومتنا المبجلة أن الجوع لا يفهم و لا يعي ! فالمعدة هي العقل الثاني قبل العقل المفكر، منها يكتسب العقل كل آليات الفهم و الإدراك و القيم؛ لا عقل إذن و لا فهم و لا أخلاق دون معدة مؤمنة غذائيا ” فاش كاتشبع الكرش كاتقول للرراس ايغني “؛ أما إن جاعت هذه “الكرش” قد تقول “للعقل“ أن يشتم و قد يخرب.
و لهذا؛ فعلى الحكومة أن تعجل بإقرار حلول ناجعة و فعالة من أجل مجتمع ذو معدة مؤمنة غذائيا؛ و بالتالي عقل مستنير؛ و من تم؛يأتي ثانيا أن يستوعب كل البرامج الإصلاحية التي تقترحها الحكومة. لأنه من غير المعقول أن تتحدث الحكومة و أن تنبس ببنت شفة فيما يخص إصلاحات مرتقبة دون الوقوف أولا عند هذا الارتفاع المهول للأسعار.
و مما زاد الطينة بلة؛ هو التواصل الباهت و الشبه غائب للحكومة مع المجتمع؛ زد على ذلك أن الوزير الناطق الرسمي بإسم الحكومة خرجعلينا مؤخرا ” نتمنى مايخرجش علينا فعلا في القادم من الأيام “؛ خرج علينا بكلام غريب يأمر فيه بحجب ظهور الصحافيين خلال طرح أسئلتهم في بث ندوته الأسبوعية.
سعادة الوزير؛ إن كنت أنت الناطق الرسمي بإسم الحكومة؛ فالصحافي هو الناطق الرسمي بإسم المواطنين؛ و لا حكومة دون مواطنين؛ و لا وجود و لا حضور لك إذن دون حضور الصحافيين؛ و إن استطعت أن تحجب الصحافة؛ فمستحيل أن تحجب الواقع المثير لأسئلتهم؛ و قد تود من ذلك أنك ” تغطي الشمس بالغربال“؛ و شمس الأسعار الحارقة ما زالت ساطعة؛ و ما زال المواطن ينتظر أن يستظل منها بقرارات معقولة؛ و ليس بالحجب و القمع و المماطلة و التهرب من المسؤولية الحكومية.
و على الوزير المحترم أن يدري؛ أن حجب الصحافة و التغطية عن المشاكل ليس حلا؛ بل النقد؛ حيث المساءلة و التنبيه؛ هو الكفيل باستقرارالدولة و المجتمع.