“البوفا” مخدر يهدد شباب المغرب..
منعم وحتي
“البوفا” : “Crack” مخدر فتاك بدرجة خطيرة جدا، يبتدئ بالنشوة والارتياح النفسي والارتخاء الجسدي والإحساس بالقوة، وينتهي بالإدمان بشكل سريع جدا، لا تتجاوز مدة الانتشاء حين تعاطيه أقل من نصف ساعة، يدخل بعدها المدمن في نوبة هستيرية وفوبيا، لا تنتهي إلا بأخذ جرعة ثانية، وهكذا دواليك ليدخل المدمن في حلقات متكررة من الارتباط المرضي المزمن بأخد الجرعات على رأس كل ساعة، حتى لا يدخل الشخص المخدَّر في نوبات هستيرية من الهلوسة وقلق حاد حين لا يصل لتوفير جرعة “البوفا” الموالية، ويمكن أن يتسبب في حالة من الأرق المسترسل تصل أحيانا لعدة أيام.
يتحكم في تسويق “البوفا” لوبي تمتد شبكته في كل مدن المغرب، وخاصة بالدار البيضاء، حيث تتوزع نقط بيعه في عدة مربعات “الكَرْوَة”، تكون محمية، علما أن بيع مخدر “البوفا” يكون علنيا وأمام أنظار رجال السلطة، ما يضع ألف علامة استفهام حول شبهة التواطؤ لتغطية هاته الجريمة النكراء التي مست شرائح كبيرة من الفقراء.
فلماذا توسع استهلاك “البوفا” وسط الشرائح الدنيا في المجتمع المغربي؟
تطلق على “البوفا” تسمية كوكايين الفقراء، وهو مستخلص من بقايا الكوكايين بإضافة مكونات أخرى كيماوية من الخطورة بمكان، يبلغ ثمن الغرام الواحد 50 درهما. طريقة استعماله تتم بوضع “البوفا” داخل قنينة ماء بلاستيكية صغيرة، ثمّ توضع في القنينة ثقوب صغيرة ويدخل فيها قلم جاف فارغ، ويتم استهلاكها عن طريق الاستنشاق.
توسع استهلاك “البوفا” وسط تلاميذ المدارس، ووسط المراهقين وشباب الحواري، وحتى فقراء الكهول، ويعتبر من أصعب المخدرات إطلاقا التي لا يمكن بسهولة التخلص من إدمانها، ويجعل هذا المخدر مستهلكه في حالة من العنف القصوى، يمكن أن تؤدي بسهولة لجرائم القتل وحتى الانتحار.
ومن مصادر تغذية السوق المغربية بهذه المادة الخبيثة، المناطق الحدودية الشرقية للمغرب، بموازاة مع الأقراص المهلوسة.
ولمحاربة هاته الآفة الملعونة، فعلى السلطات الأمنية، والمؤسسات الاجتماعية والصحية المختصة في محاربة الإدمان، تحمل مسؤولياتها أمام تفشي فيروس مخدر “البوفا” وسط مراهقينا وهو ما يهدد بشكل مرعب مستقبل الشباب المغربي.