يا الله خذ بقلبي !
قصيد نشيد ديني بقلم الشاعر محمد الوحداني
ربي !
هذا كله قلبي
فخد بمجامعه .
فقد أتعبني في هوى الخلق كربي ؛
أو خدني إليك بمواصله ،
فبغير حبك روحي تعذبت بمواجعه .
ما استحق سواك ما يسكنني من حب !
حتى أني وددت لو أنك روحي مني تسلب !
كي أسعد منك بالقرب
قطعت وصل الأحبة إذ مسني منهم ضر
و ما يكفي الفتى هجر فيهم و لا سر .
لكن هجرك إلهي ذنبه مقيم
و لا حب بعدها لغيرك يستقيم …
لكل الخلائق أحوال من الشغف
و أنا أنت يا ربي حالي و ترفي .
يا منى أنسي،
و عودتي لنفسي .
يا سلوة خلوتي .
صفراء خمرة الناس
من شدة اليأس،
و انا ربي كأسي
و ثمالة راحي ،
شربتها من فرحي
دارت بها روحي و رأسي .
ربي اهتجت من ألطاف رقائقك و الود
أنا المريد المتعثر على خطى الجهد ،
كلفت بك من فرط البعد .
فعتقا مولاي و به ،
رفقا بي إلهي ،
فقد شدني فيك ولهي .
حسبت عشقي لغيرك في الهوى بدء الطريق،
فلم يك ذاك إلا كمن تاه في العشق عن الرفيق !
إلهي أنت من تغيب بلا عيب ،
و انت الحاضر إن غبت بلا ريب .
كل شيء دونك باطل
و كل نعيم غيرك زائل .
تكلمت في حبك ربي حتى حار فيك مني مرادي
و دهشت إذ وصفت حالي فيك و قد زاد سهادي !
تكلمت في غيرك بالشعر
و أسمعت كلماتي من به صمم الغدر
و التحفت من وهمي فيهم بالصبر
و ما أدركت غايتي حتى انتهى عذري !
فالصمت في حضرة عشقك منك يدنيني
و ما وجدت في الخلائق عنك من يغنيني !
ربي لا تكل روحي لمن في الهوى يعذبها
من غيرك الهي يرحم عاشقا و يدركها .
إما تأخذها اليك حالا فترحمها
أو تبليها بك كي عن الخلائق تمنعها !
ربي قد أفقد الناس في الهوى وصل كل خلق
و وصلك أنت إلهي على الأصل أول العشق .