سلسلة التراث الطبيعي لطنجة
الحلقة الأولى
للباحث الدكتور أحمد الطلحي
- مقدمة السلسلة
بعد كل من سلسلة “التراث الوطني بطنجة” التي نشرتها في سنة 2020 على ست حلقات، وسلسلة “تراث طنجة غير المصنف” التي نشرتها سنة 2022 على 33 حلقة والتي كانت المادة الخام لكتابي “التراث المعماري لطنجة” الذي نشرته في نفس السنة بأربع لغات، العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، وفقني الله سبحانه وتعالى لإعداد سلسلة جديدة لقسم آخر من تراث مدينة طنجة وهو التراث الطبيعي.
سلسلة “التراث الطبيعي لطنجة” ننشرها إن شاء الله في 29 حلقة موزعة على أربعة أقسام، هي في نفس الوقت أنواع أو أصناف التراث الطبيعي: التراث الأخضر، والتراث الأزرق بنوعيه العذب والمالح، ثم التراث البني.
أولا، التراث الأخضر:
المقصود به الغطاء النباتي الطبيعي المحلي والغطاء الغابوي بنوعيه الطبيعي والمشجر.
ومدينة طنجة تعتبر مدينة غابوية بامتياز، إذ تتجاوز مساحة الغطاء الغابوي 5000 هكتار، موزعة على سبع غابات حضرية وشبه حضرية، وهي: الغابة الدبلوماسية، وغابة شراقة، وغابة الرهراه، وغابة رأس سبارطيل-مديونة-الدونابو، ومنتزه برديكاريس، وغابة السانية، وغابة فدان الشابو-المنار-مالاباطا.
كما تشتهر المدينة دوليا بعدد من نباتاتها المحلية في مقدمتها زهرة السوسن المسماة إيريز تنجيتانا.
ثانيا، التراث الأزرق العذب:
وهو يشمل كل الأوساط المائية العذبة، ويتعلق الأمر بكل من: الأودية ومصباتها، والمناطق الرطبة من مستنقعات وبحيرات طبيعية وغير طبيعية، والفرشة المائية والعيون والآبار.
ومدينة طنجة تخترقها عدد من الأودية، أهمها: واد الشاط، وواد الملالح، وواد مغوغة، وواد السواني، وواد ليهود، وواد بوخالف.
كما تتوفر على عدد من الآبار والعيون، أشهرها: عين للا ينو، وعين سيدي ميمون، وعين النخلة.
وتوجد قرب المدينة فرشة مائية فريدة من نوعها وطنيا ودوليا هي فرشة شرف العقاب.
ثالثا، التراث الأزرق المالح:
وهو يعني كل الشواطئ والخلجان والبحيرات المالحة. وتوجد بمدينة طنجة تسعة من أجمل شواطئ المغرب، خمسة منها متوسطية وأربعة أطلسية، وهي: شاطئ بلايا بلانكا، وشاطئ المريسات، وشاطئ الغندوري، والشاطئ البلدي، وشاطئ مرقالة، وشاطئ صول، وشاطئ با قاسم، وشاطئ أشقار، وشاطئ الجبيلات.
كما تتوفر المدينة على خليج جميل، يسمى خليج طنجة، على شكل نصف دائري على مسافة أكثر من 7 كلم.
رابعا، التراث البني:
من التراث الطبيعي الذي يغفل عنه كثير من الناس، التراث الجيولوجي عموما والتشكيلات الصخرية الاستثنائية، والذي أطلقت عليه اسم التراث البني، ولا أظن أن أحدا سبق أن نعثه بذلك.
وللتقريب من معنى التراث البني، أقدم مثالين من المغرب: جبل موسى وجبل امسفران
– جبل موسى: الواقع في قرية بليونش غرب مدينة سبتة المحتلة. وهو على شكل امرأة ممتدة على ظهرها، ولقد أطلق عليها أحد ضباط الاحتلال الإسباني اسم “السيدة الميتة”
La mujer muerta
– جبل امسفران: يوجد على بعد 92 كلم من مدينة بني ملال وعلى ارتفاع حوالي 1500 متر من سطح البحر. وهو جبل على شكل كنيسة، لذلك اشتهر إبان الاحتلال الفرنسي بالكاتدرال.
وتتوفر مدينة طنجة على عدد من المواقع التي يمكن تصنيفها ضمن هذا النوع من التراث الطبيعي، من أهمها: صخرة الحافة أو حجرة غنام، والشواطئ الصخرية، والمغارات.