قَصِيدَة : أَصدق الْحُّبِ مُعَذَّبٌهُ .
بقلم د محمد الوحداني
حبيبتي !
يَا مَنْ غَدَت لروحي
رداء من البوح
و رقيق الحجب !
كَيْف لِي :
أَنْ أهْدَأ فيك
مِنْ كُلِّ هَذَا الشَّغَفِ ؟
كَيْف لِي :
أَنْ يَتَنَازَل شِعْرِي عَنْ كُلِّ هَذَا التَّرَفِ ؟!
وَ أَعْتَقَ فِي حُبِّكُمُ كُلّ نِسَائِي ؟
و أٌحَرِّرَ مَا مَلَكَتْ يد أحْرُفِي ؟
و اتَخَلَّصَ مِن مِلْك يَسَارِي و الْقَلْبِ ؟
إنِّي …
ٱنني
كُلَّمَا حَاوَلَتُها طُفْتُ فِي مَهَبِّ رِيحٍ كَشِرَاعِ مَرْكَبٍ ؛
أَو كَيُوسِفَ بَعْدَ الذِّئْبِ
إذ أَلْقَاه إخْوَتُهُ فِي الْجُبِّ ؛
و مَشَى نَبْضِي بَيْنَ يَدَيْك
و أَمَامَكِ
كَمَوْكِبِ ،
أَو كَمَا يَسْتَعِرُ الشَّرَرُ فِي هَشَيمِ الْحَطَبِ !
أوْ كَحرف شِعرٍ يُراقصُ مَعنَاهُ
بلا تَعبِ !
أو كعَاشِق عَابِرٌ
إذ يكتب بلا سَببِ !
في أٌنثَى اذ مَرَّتْ بجَنْبِهِ
مدللة حُلْوة الشَّغَبِ…
فتنهاه بالغضب
عنها
من عَنَّى لها
أن يسقيها لوحدها !
من كَأسٍ ألف أن تدور بينهن بكامل الصخب…
و تعود إليها،دوما كَاملَة الطَّرَبِ…
مُعَتَّقَةُ مُحَرَّرَةٌ النَّسَب ،
لَا وَلَاءَ لَهَا مُنْذُ الأزَلِ،
شَهِيَّةٌ لَا تَنْسَى مِثْلُ أَوَّلِ الْقُبَلِ ؛
إذَا حَلَّتْ بَايَعْت حِينًا سِلْمًا أَوْ بِالْغَصبِ !
هِيَ تَقُولُ : لَا حَقَّ لَهُنّ فِيكَ .
فَأَنْتَ
شِئْتَ أم أَبَيْتَ !
انْتَ و حرفك
ملك لي على الأبدِ….
و أَنَا أَقُولُ لَهَا :
الحنينُ عَلَى مَرْمَى الحينٍ ،
و الْيَقِينُ عَلَى شَطِّ جَنْبٍ نَهْدِكِ الْيَمِينِ…
و الشِعْرُ سيدتي سَيِّدٌ لَا طَاعَةَ لَهُ لِأَحَد ،
و أَنَا طَيْر مِثْل نَحْل اَلشَّهْدِ،
يُبْحَث لَك عَنْ جَمِيلِ الرُطَبٍ…
كُلَّمَا زَار كَثِيرَ الوردِ
أهْداكِ عَسَلًا مُتَعَدِّدِ اللَّوْنِ
عَالِي الرُّتَبِ ،
إذْ مِنْ مِحْرَاب حَالِه أَحَسّ
أَنَّهُ كُلَّمَا فِيهِنّ ارتَحَقَ
عِبْقَا و احترقا،
كَمَن ارْتَدّ و اِعْتَنَقَ….
ثُمَّ عَادَ إلَى دَيْنِهِ الَّذِي سَبَقَ !
هَلْ هُوَ الشَّوْق أَمْ كَذِبٌ ؟
ما اُكْتُبُ
فِي أٌنثَى إذ مَرَّتْ بجَنْبِهِ،
أَو خَلَتْ بِهِ،
أَو خَلَّى بِهَا
طَرْفَةَ عَيْنٍ،
أَوْ حِينَ بَيْن..
و رَأَى فِيهَا
أَوْ رَأَتْ فِيهِ
مَا لَا عَيْنَاكِ رَأَت ؟
و لَا مَسِّكِ مِمَّا مَسُّه
فَطَفَتْ
قَصَائِد كَمَن مُصِيبَةٌ بِه حَلَّتْ…
أَبَدًا لَيْس أَجْمَل الشَّعْرِ مِنْ كَذَبِ !
إنَّ أَجْمَل القصيد مَا قِيلَ بِلَا رَيْبٍ
فِي الشَّوْق الْمُعَّنَى وَ الْحبِ !
و اِشْتَعَل مِنْ الْغَيْرَةِ و الْغَضَبِ
حَتَّى زَادَ مِنْ فرطه نَارًا كاللهبِ…
فَلَا مَاء الْوَصْل يُطْفِئ شَوْقَه الْعَذْبَ !
و لَا الْهَجْر يُدَاوِي جُرْحَهُ و الْقَلْبَ !
يَا حبي !
أَرْضُ اللهِ وَاسِعَة إلَّا عَلَى مَنْ أَحَبَّ !
تَضِيق و لَوْ كَانَ الْكَوْن كُلُّه رَحْبًا