قَصِيدَة : داء ورجاء
بقلم بيسان مرعي – لبنان
وسمعته يهمس آناء
الليل بالتهجد والدعاء
بتضرع وخشوع ودموع
تنهمر كالمطر مع البكاء
يقول يا ربنا هون
علينا كل ضيق وابتلاء
وامنن يا ربنا على
رفيقة الدرب بالشفاء
فقد غزاها ذاك الورم
الذي يوصف بأصعب داء
ابتسمت وفي قلبي انشراح
ونفس طابت بحكم القضاء
وأجبته لا تحزن فإن لنا
في ألطاف الله عزاء
وتمتم قلبي أن الحمد لله
في السراء والضراء
وطرقت باب الرحمن
أدعوه في خجل واستحياء
أن يكون بردا وسلاما
على روحي نار الدواء
ومشيت رحلة العلاج، فيها
تتمزق من الألم الأحشاء
وليال طوال أحلم بها
بلحظات من النوم والاغفاء
وبات الألم رفيقي ومؤنسي
ولي معه كل يوم لقاء
وزائر لا يفارقني إلا قليلا
يجرعني الوصب بسخاء
والطعام بات حملا ثقيلا
وحنظلا أصبحت شربة الماء
كان الورم يصارعني كوحش
والحيرة تكسو وجوه الأطباء
لكني سلمت أمري لله
صبرت على الألم والعناء
لأن ربي هو الشافي
وهو فعال لما يشاء
والأمل في قلبي نما
كنور متوهج وضاء
فإذا ما نزلت بالمرء
علة، فليول وجهه للسماء
وليكن حامدا شاكرا
عند وقوع المحن والبلاء
وتمت ارادة ربي بالعافية
وسرت في الشرايين كالدماء
ولطف الله رعاني وكان
لي في سقمي وعلتي رداء
وسطر القلم رحلة ألم
وأمل بين الداء والرجاء.