الاحتلال الإسرائيلي
التحدي الأكبر لأمتنا العربية
بقلم : د. سري القدوة – فلسطين
القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى للأمة العربية وركن أساس للأمن القومي العربي، وما تمارسه حكومة التطرف الاسرائيلية يعد امر خطير للغاية يجب عدم السكوت عليه او التزام الحياد; وخاصة في ظل التصعيد الاسرائيلي والممارسات الخطيرة التي تتعرض لها فلسطين والقدس وجميع الأراضي العربية المحتلة ، وما تميله السياسات المتطرفة لحكومة الاحتلال اليمينية الإسرائيلية كون ان الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية ما يزال هو التحدي الأكبر لأمتنا العربية .
ولذلك لا بد من اتخاذ الإجراءات والتدابير الفورية والعاجلة للدفاع عن مدينة القدس بمسجدها الأقصى وكنيسة القيامة وباقي المقدسات الإسلامية والمسيحية، وحمايتها مما تتعرض له من مخططات حكومة اليمين المتطرفة بهدف تهويدها وطمس هويتها العربية والإسلامية والمسيحية، وتنفيذ مخططات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك. لذا نؤكد على دعم صمود القدس والمقدسيين ويجب تفعيل الصناديق المالية العربية التي أنشأت من أجل القدس وتفعيل القرارات التي صدرت عن مؤتمر القدس والذي عقد في القاهرة مؤخرا .
حان الوقت لفضح الاحتلال وممارساته من خلال التوجه العربي الى الامم المتحدة واعتبار الاحتلال كيان استعماري والمطالبة بتصنيفه كيان فصل عنصري اعتمادا على جرائم القتل والإبادة والتطهير العرقي وكل مظاهر الفصل والتمييز بحق الفلسطينيين في كافة الأراضي الفلسطينية، والعمل على حث كافة الحكومات في العالم لاعتماد ذات الموقف، وتبني العمل على محاسبة الاحتلال على جرائمه وتحديه للقانون الدولي من خلال دعوة البرلمانات الدولية للعمل مع حكوماتها لدعم توجه دولة فلسطين وتحركاتها الدبلوماسية للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتوفير الدعم والمساندة العربية لتنفيذ الرؤية الفلسطينية التي قدمتها القيادة الفلسطينية في مجلس الأمن والجمعية العامة والمرتكزة على مؤتمر سلام دولي تحت إشراف الأمم المتحدة وبمشاركة دولية فاعلة أساسها الرباعية الدولية وعلى أساس مبادرة السلام العربية ودعوة الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى قبول هذه الدعوة .
يجب التحرك العاجل لتفعيل المسار القانوني إلى جانب المسار الدبلوماسي والعلاقات العربية الدولية، وفي هذا الإطار يجب على القيادة الفلسطينية سرعة التحرك لمقاضاة الاحتلال على جرائمه في المحكمة الجنائية الدولية ولا بد من توفير الدعم العربي المناسب لضمان نجاح هذا التحرك والعمل على تعزيز مقومات الصمود الوطني الفلسطيني .
وفي ظل استمرار الحصار المالي على السلطة الفلسطينية وقرصنة سلطة الاحتلال المتواصلة لمخصصاتهم المالية من أموال الجباية والضرائب الفلسطينية، يجب تفعيل شبكة الامان العربية وأهمية توفير الدعم العربي لأسر الشهداء والأسرى الفلسطينيين والعمل لإطلاق سراحهم ووضع خطة تحرك برلمانية عربية بما يضمن تدويل قضية الأسرى وتنفيذ اتفاقيات جنيف الخاصة بأسرى الحرب .
ويبقى خيار الدولة الفلسطينية المستقلة هو خيار الشعب الفلسطيني، وقد عمد نضال شعب فلسطين بالدماء والتضحيات العظيمة عبر مسيرة طويلة شاقة من النضال وكان خيار الدولة الفلسطينية وإقامتها هو خيار كل الشرفاء من خلال مسيرة التضحية والفداء التي تواصلت منذ اكثر من مئة عام . وكانت منظمة التحرير الفلسطينية هي حامية النضال الفلسطيني والمحافظة على وحدة هذا الشعب وأرضه متصدية للاحتلال ومحبطة مؤامرات التصفية والتبعية والاحتواء حيث لا يمكن بأي شكل من الاشكال تجاوز المنظمة وان أي اشكال للتجاوز يعني تجاوز الشعب الفلسطيني وان فلسطين هي سيدة الموقف وهي البوصلة والخيار الوطني ويجب الاستمرار في حشد الجهود الدولية من اجل فلسطين الدولة المستقلة .