أم كلثوم إلى السيد أخنوش :” للصبر حدود”.
بقلم خالد بوخش – المغرب
حكى لي صديق و هو في قمة الغضب؛ على حادثة وقعت له مع ” مول التاكسي الصغير”. قال أنه؛ و في طريقه إلى العمل؛ يشير إلى ” التاكسيات” من أجل أن يلتحق بعمله؛ و لكن عندما يقف ” مول التاكسي”؛ يسأله عن وجهته ؛ فيجيب صديقي؛ ثم يرفض و يتجاوزه . و في لحظة؛ استرسل صديقي؛ و قد فاته وقت العمل؛ قرر أن يوقف ” التاكسي” و يقفز داخلها ثم بعد ذاك أخبر “مول التاكسي” بوجهته. و ما كان من السائق إلا أن رفض بتاتا الذهاب إلى تلك الوجهة.
فتخاصما و تنازعا؛ و كانا على وشك الذهاب إلى ” الكوميساريا” لولا أن علما الإثنين أنهما لن يجنيا شيئا إلا ” التجرجير في المحاكم دون أي نتيجة”. لأن السبب الرئيس في هذه المشاحنة و النزاع هي قرارات رئيس الحكومة أخنوش التي زادت من ثمن المحروقات؛ فيضطر ” مول التاكسي” أن لا يذهب لوجهات فقط من أجل الإقتصاد من إنفاق ” المازوط” الذي وصل إلى ثمن لا يحتمله أحد. فيكون الضحية ” المواطن و مول التاكسي معا “؛اللذين قد يتجها إلى القضاء بالرغم من أن لا أحد منهما متهم؛ حيث المتهم الرئيس هي قرارات الحكومة التي تضيف أعباءا هامشية على ” الكل”.
و لنفترض أن المتنازعان معا ” صديقي و مول التاكسي؛ و قد خرجا عن طوعهما لكثرة الضغوط المعيشية؛ فتطور ذلك إلى الاشتباك بالأيدي فخلف ذلك جروحا و عاهات؛ فسيتم إثقال كاهل الشرطة و القضاء و المتنازعين و عائلاتهما و مشغليهما؛ بأعمال هامشية في أمور بسيطة لا حل لها إلا تخفيض أسعار المحروقات؛ التي أحرقت العلاقات بين أفراد المجتمع ؛ فيما السيد رئيس الحكومة أخنوش ينعم هو و من معه من أرباب شركات المحروقات بأرباحهم الخيالية الفاحشة؛ فيما المواطنين و أرواحهم البئيسة و التعيسة تئن و لا من يسمعها؛ فتعالج هذه المشاكل بالفضفضة داخل البيوت و في المقاهي.
إن السلم الاجتماعي و استقرار الدولة و المجتمع له ثمن؛ هو التضحية و التنازل عن بعض المكاسب من أجل العيش المشترك؛ إلا أن الحكومة؛ المفترض منها السهر على السلم المجتمعي و العيش المشترك؛ سارية في طريق الاستغلال نقيض التنازل؛ استغلال الظرفية من أجل الحصول على أكبر عدد من الأرباح؛ خصوصا أن رئيسها يمتلك شركة محروقات.
و مع الأسف؛ المغاربة الآن أمام حكومة هي الخصم و الحكم؛ هي الآمرة و الناهية؛ و حتى من تشجع من ممثليهم تحت قبة البرلمان للدفاع عنهم؛ تمت معاقبته مباشرة بتجميد عضويته من الحزب.
الأمور ليست بخير؛ و مسيرها لا يمكن الإئتمان من مصيره؛ حيث أن “للصبر حدود” كما غنت أم كلثوم؛و الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده كما علمونا في الصغر في المدرسة المغربية؛ فالضبط و الإحكام الجبري قد يتحول إلى انفجار و فوضى في أي وقت. فاعتبروا يا أولي الإحكام؛ و حري بكم استنشاق جذر لغوي مشتق من جذور الحكومة؛ حيث الحكمة؛ و الفظوا و ارفضوا رائحة جذر “التحكم”.