الغربة : ما نا هنا ما نا لهيه
حين أتكلم عن الغربة بهذا المفهوم أبين ها هنا أن الغربة جدا قاسية من حيث كسرها لتراكماتك وتاريخك خاصة حين تدخل دهاليزها و انت تحمل تاريخا و رؤية للتغيير و تراكمات نضالية و تجارب جمعوية و إعلامية و تنظيمية و تواصلية…
تقسو الغربة حين تحاول أن تجردك من تاريخك وتراكماتك..
وحين اتحدث عن الغربة اتحدث عن ( واسأل القرية…) اي من باب البلاغة فلسنا نسأل الجدران او نحاكمها بل نسأل ساكنيها…
فردانية متاهات باريس و أنانيتها تجعلك كطالب جديد في المدارس العليا يخضع للبيزوطاج و لست أدري هل بقي هذا أم عفى الزمن.
ومن العبارات الجاهزة التي تلطمك بها متاهات الفردانية المستعلية إنك لاتفهم واقعك الجديد…
وحين تريد أن تتحدث عن تاريخك تشرئب أعناق العقبات المتشبعة بالغلو في التصلب وعدم فتح المجال للمارة.
لتكون العبارة : مانا هنا مانا لهيه ملخص ما ذكرت.
وهنا أتحدث عن قسوة الغربة…
مؤرفة الغربة حين تحاول أن تفطمك عن مسارك الجميل لتلقي بك في التيه.
وحين تحاول أن تقدم لك بديلا لا يغريك…
لا أريد أن أفصل كثيرا لكن القارئ المهتم سيعي عما أدندن
أتحدث باستحياء لاني أوضح اشياء معقولة لم يعد الزمن ذا سعة صدر فيتركني أدندن.
الغربة اكثر ديكتاتورية من الحكومات الشمولية…
الغربة تراقبك عن كثب هل انت خاضع للفطام ام متمرد وبتاريخك مصاب بالهيام.
وحين تغازل الغربة لتنتصر على بعض جبروتها تجدها تتمنع لتقول لك… لا بد لك من فهم قواعد اللعبة لأقول لك : على الرحب والسعة ان كان في العمر بقية…
ومن وقاحة الغربة أنها لا تفكر قبل الإجابة بل اجابتها جاهزة تصفعك بها وكأنها تقول….
لا تحاول….. ستقتلك الحسرة وأنت تحاول.
في الغربة يجب أن تكون جاهزا لامتلاك روح المقاومة لخلق جو يكسر جبروت رداءة الاملاءات التي يقدمها بعنجهية التيه الباريسي الأناني.
اعترف ان أوراقي تبعثرت وانا احاول ترتيبها تسقط من يدي…
اعترف ان التيه الباريسي كم مرة كاد يجهز على لكن لي من الأصدقاء الكرام الذين بفضل الله ساعدوني لآصيبه في مقتل..
ومن روعة التاريخ ارتشف الرحيق الجميل لامضي قدما إلى النصر على العقبات الكؤود في التيه… وعلى الانانيات التي تقف كإشارات المنع في السير إلى الله…