تحية للمرأة العربية في 8 آذار يوم المرأة العالمي
اللقاء اليساري العربي
المنسق العام د. سمير دياب
قضية المرأة، قضية اجتماعية وسياسية، متعلقة بكل أشكال الظلم والاستغلال والاضطهاد والاتجار والقهر والعنف وما تعانيه من أنواع التمييز الجنسي والنفسي والاجتماعي والقانوني في سائر مجالات الحياة. ولإن القضية وطنية، هذا يجعلها قضية المجتمع برمته.
إن أولى خطوات التحرر والتقدم، تكمن في الإعتراف بالمرأة ذاتاً إنسانية حرةً، مستقلة، مساوية للرجل في الحقوق والكرامة الإنسانية. وإن تحرر المرأة هو الشرط اللازم لتحرر الرجل. فالإنسان لا ينتج عالمه وتاريخه فحسب، بل ينتج ذاته في التاريخ، أي ينتج ثقافته الوطنية وحضارته.
فالحرية إما أن تكون جذرية وشاملة أو لا تكون. اما حرية المرأة بالشكل والخطابات فلا تحررها طالما هي مقيدة بالقوانين والموروثات والعادات والتقاليد والثقافات الرجعية التي تبقيها تابعة وملحقة تحت سيطرة العقلية الذكورية التي تتحكم في كيانها وتسلب حقوقها وتصادر قراراتها.
لم تستسلم المرأة العربية يوماً لكل هذا الاجحاف والتمييز اللاحق بها، حاربت وما زالت تحارب كل أنواع القهر والتمييز، وناضلت وصمدت وقاومت واعتقلت واستشهدت ضد الاستعمار الاجنبي والاحتلال الصهيوني وكل اشكال التملك والاستبداد الذكوري.
لم تتخلف المراة العربية يوماً في الدفاع عن حقوقها في التعليم والعمل والتصويت والمساواة في المواطنة، وفي النضال لتحديث القوانين وتعديلها تحقيقاً لرفع الظلم والاستغلال والمساواة بين الجنسين في وطن ديمقراطي يؤمن بالشراكة الفعلية بين الجنسين.
إن دماء شهيدات النضال التحرري الممتدة عبر التاريخ من عاملات وفلاحات وكادحات ومقاومات وأسيرات ومناضلات ومعنفات ومفقودات وكل ضحايا الظلم والإستغلال والتمييز والتهميش والفقر.. هي دماء الحرية والمساواة والحقوق والاستقلالية .. هي دماء التحرير والتغيير الديمقراطي.
إن معركة الدفاع عن حقوق المرأة هي من صلب مشروع حركة التحرر الوطني العربية، فالمراة العربية يجب أن تكون شريكة كاملة في عملية البناء والتنمية والتطور والتقدم والاشتراكية.
تحية من اللقاء اليساري العربي إلى المرأة العربية والعالمية في الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، ووردة حمراء لهن.