ثلاث سنوات و 219 يوماً من الاعتقال التعسفي
ادريس الراضي
تحية الحرية ياولدي.
الحرية لك ولكل المعتقلين هي غايتنا مهما كانت جريرتهم.
نحن ومعنا العالم متأكدون أن هؤلاء لم يرتكبوا جريرةً ورغم ذلك تأكل جدران السجن عظامهم ولعدة سنوات.
وجريرتهم الوحيدة هي عملهم الاعلامي الذي تجرأ على الفساد بمهنية عالية وباستقلالية.
نحن نعيش محنتهم التي طالتنا ونعاني مثل ما يعانون.
نعاني من الغضب واليأس والحيرة والشك والحزن والخوف…. .
تصوروا أن تتمكن منا كل هذه الأعراض و مع كل هذا علينا أن نصمد وأن نحرس في التعبير عن غضبنا لكي لا ينزعج حكام هذه المرحلة فيقفوا ضد أي انفراج سياسي.
أمام هذه الأعراض وحبيبنا تم تغييبه في السجن لِست سنوات وهي أجمل السنوات عطاءً، لا قدرة لنا على مقاومة الغضب فنعبر بكل جوارحنا ونطالب المسؤولين بوضع حد لمعاناتنا بالطريقة التي تفرضها حدة غضبنا.
هل يريدون منا أن نستسلم ونتخلى عن ولدنا عمر وأن نتحدى غضبنا ويأسنا وحيرتنا وشكَّنا وحزننا وخوفنا ونستجدي الرحمة لجرم لم نرتكبه؟
هل أصبحت المطالبة بالحقوق التي يضمنها الدستور محل استجداء؟
لا نطلب غير حقنا في الدستور وفي العدالة والحماية القانونية والاجتماعية .
نحن ضحية الدولة التي تأكل خيرة أبنائها في زمن يحتاج وطننا إلى كل ابنائه الذين يقولون ما يجب أن يقال حول السياسة العمومية.
لا قبل لنا على مقاومة هذه الأعراض حتى يخرج أبناؤنا من السجن لكي نستطيع علاجهم من العلل الجسدية والنفسية التي حفرتها جدران السجن.
صبراً ياولدي .