أليسوا هم أبناء هذا الوطن كذلك؟؟
تضامنا مع المرسبين في امتحان المحاماة ومن أجل وقف الاضراب عن الطعام
بوعسل شاكر/اسبانيا
أولادكم يعيشون في رفاهية، ينامون في الأفرشة المريحة، يتلحفون الأغطية الفاخرة، أجسادهم مكسية وبطونهم شبعانة. يدرسون في أحسن المدارس والجامعات، تضمنون لهم أحسن المناصب والوظائف والمهام. وأولاد الشعب، يموتون من الجوع والبرد، يعانون من التهميش والقمع، من اغتصاب آمالهم وأحلامهم والزج بهم الى الموت غرقا، أو إلى السجون دفاعا عن حقوقهم ومطالبهم.
نحن لا نحقد على أصحاب النعيم. كما يقول المثل المغربي ’’ لي عاندو الله يزيدو، ولي ماعاندوش الله يعطيه’’. لكن خطابي موجه الى كل مسؤول، منتخب أو غير منتخب، معني بشؤون البلاد، له مسؤولية الاحتكام الى قواعد المساواة بين جميع المواطنين وتحقيق العدالة فيما بينهم.
خطابي موجه الى كل أصحاب النفوذ، من الذين يسيرون الشأن العام، ومن المفروض الاحتكام في ممارستهم ونشاطاتهم الى قواعد المساءلة والمراقبة المنصوص عليها قانونا. وإلى كل السلطات التي من المفروض أن تكون مستقلة، ولا تحتكم في سيرها إلا لسلطة القانون.
أليس من العيب والعار أن نرى خيرة من شباب هذه البلاد تكوينا ودفاعا عن سيادة القانون، في اضراب مفتوح عن الطعام فقط من أجل الدفاع عن كرامتهم والدفاع عن مصداقية ما درسوه من قوانين وقواعد العدالة والمساواة؟
أ
ليس من العيب والعار في دولة تدعي أنها ديمقراطية وتتمتع باستقلال القضاء أن يضطر شباب من خيرة دارسي القانون، أن يهددوا سلامتهم البدنية، فقط لتتحرك السلطة القضائية للبث الاستعجالي في الشكاوى والدعاوي التي قدمها مواطنات ومواطنون على غرار امتحان المحاماة المشكوك في نزاهته؟
لماذا لم يتم البت في الطلبات والدعاوي المرفوعة لدى محكمة النقض التي تختص في مراقبة تطبيق القانون من طرف محاكم الموضوع، سواء تعلق الأمر بقوانين الشكل أو قوانين الموضوع؟
لماذا لم تتدخل مباشرة السلطة القضائية لفتح تحقيق ومتابعة وزير العدل مباشرة الذي أقر صراحة وفي ندوة صحفية أنه خرق القانون، نفس القرار المنظم لمهنة المحاماة في عدة من فصوله؟
لماذا لم يتم فتح تحقيق شامل، نزيه وشفاف من أجل توضيح الأمور لكل المتضررين والمستفيدين على حد سواء واخبار الرأي العام الوطني والدولي؟
ماذا تنظرون يا أولي الأمر في هذه البلاد؟
هل تنتظرون كارثة إنسانية حتى تتحركوا؟؟
هل تنتظرون كارثة أكبر من كارثة لوبي الفساد الذي يغزو كل مؤسسات الدولة ويشل قدراتها على التقدم والرقي؟
شباب في مقتبل العمر حظهم يختلف عن حظ شباب ’’باه عندو الفلوس و قراه في الخارج’’ يضطر للدخول في اضراب مفتوح عن الطعام من أجل قضية عادلة، ولا مسؤول واحد كانت له الجرأة والشجاعة أن يقترب منهم والالتفات الى مطالبهم البسيطة، أو حتى الانصات إليهم وحتهم على وقف هذا الاضراب خوفا على سلامتهم.
أليسوا هم أبناء هذا الوطن كذلك؟؟؟
أم هم مجرد دمى في غابة الفساد؟