مغاربة المهجر : ما حك جلدنا مثل ظفرنا
بقلم: الحسين فاتش فاتش
يبدو أن انتظارات مغاربة الخارج من تفعيل سلطات بلدهم للفصل 17 من الدستور الذي يخول لهم حق المشاركة السياسية بالترشيح والتصويت في الاستحقاقات الانتخابية انظلاقا من بلدان اقامتهم قد تبخرت تماما ،بدليل ما تعكسه افرازات الساحة بالخارج من سيادة مشاعر التدمر والاستياء ،، جعل الجميع يصاب بخيبة أمل وذهول ،أمام استمرار خلافات واختلافات لم تعد تفهم، أصابت الكل باليأس والإحباط والاستسلام للواقع المرير، وأحيانا أخرى بمحاولات يائسة لإيجاد حلول ترقيعية ، لا تلبث أن تتلاشى أمام جبروت وعناد الحكومات التى تبدو وكأنها تمعن في المزيد من احتقار ضعف كيد اصحاب مقاربات استجداء الحقوق الثابتة المشروعة ؟؟؟
الأحزاب المغربية وجمعيات التسول والاسترزاق، هي من تذل المهاجرين وهي التى جلبت عليهم حالة الضعف والهوان، لكونها أصبحت هي أسَّ الفساد وأم المعضلات في الخارج، لأنها تتصرف وفق نسق وطقوس متخلفة مخالفة للنسق الديمقراطي السائد ببلدان الاستقبال، اذ تمنح التغطية للانتهازيين والمتسلقين والمنتفعين، الذين يتّخذون من المجتمع المدنى مطية لتحقيق مآربهم الشخصية، ومصالحهم الخاصة ،على حساب ضياع حقوق المهاجرين والاستخفاف بالامانة والمسؤولية الملقاة على عاتقهم.
لكم ذكرنا في هذا السياق بمقولة أمير الشعراء أحمد شوقى: “ومانيل المطالب بالتمنى”. ولكم أكدنا على أن مقاربات عفى عنها الزمن، من قبيل نهج مسارات خاطئة ومضللة، مثل مسار التودد والتمسح والتبرك بالتقرب من هذا المسؤول الحزبي او ذاك، أو أخذ صور مع المسؤولين واستجداء اريحيتهم، كلها ممارسات أظهرت عدم جدواها وعفا عنها الزمن. بل اصبحت تثير ردود فعل الجالية التى تتفنن في اساليب التعليق والاستهزاء ممن يلجؤون لهذه الممارسات البئيسة التي تكشف عن موهبتهم في النفاق والكذب والتمثيل على الجميع .
لذلك نؤكد مرة أخرى على أن الترتيب العقلانى البراغماتى للأولويات يقتضى بالدرجة الأولى تقوية صفوف القواعد وتوسيعها وتصلّب تماسكها، وضرورة التخلى عن جملة من المواقف الجاهزة الدوغمائية، و ان الظرف يقتضى ضرورة فتح قنوات التواصل والحوار الموسع ، بطرق وأشكال جديدة، مع عموم المهاجرات والمهاجرين.