قَصِيدَةٌ : أَعْلَنْتُ عَلَيْكِ اُلْحَرْبَ !
بِقَلَم مُحَمَّد الوَحْدَانِي
بَعْدَ حِينْ ،
أَدْرَكْتُ ،
إنَّنِي بَعْدَ كُلِّ هَذِهِ السِّنِينْ ،
كُلَّمَا فِيكِ حَاوَلْتُ ,
أَنْ اُنِيرَ طَرِيقَ الْعَوْدَةِ اِنْطَفَأَتُ !
لَكِنِّي ،
بَعْدَ الآنَ ، الرَّحِيلُ أَوْ الْبَقَاءْ ،
سِيَّانِ، عِنْدِي سَوَاءْ !
لَا تُعْلِنْي علي بَعْدَ الآنَ الْحُبَّ
فَقَد أَعْلَنْتُ يائسا عَلَيْك الْحَرْبَ !
فلَا تُتْرُكْي إذْن حِمْلَ جِمَالَكَ ،
لَا تَنْزِجلي عَنْ رَكَائِبِ رِحَالِكَ؛
فَقَد كَرَّرْتَ مَا بِهِ تَغْدِرُ ،
و مَا أَلِفْت كُلَّ مَرَّةٍ به تَعْتَذِرُ .
تَحَنَّيْ بعدي الْآن بِوَشْمٍ مَجِيدِ الْهَجْرِ ؛
وَ زَيِّنِي سَمَاءَ خُرُوجِكِ
بِمَا تَبَقَّى فِي أَيَّامِ الشَّهْرِ ،
كَقَمَرٍ يُغَادِرُهُ فِي هُدُوءٍ بَهَاءُ الْبَدْرِ .
أَو كَورد مِسْكِ اللَيْلٍ بِلَا عِطْرِ
كسَيْفٍ كَان مَحْسُوبٌ الدَّائِرٍ ،
ذِكْرَى مُهَنَّدٍ صَعْبِ الطِّعَانِ بَاتِرِ ،
فَأَمْسَى كَمُحَطَّمِ النَّصْلِ بِلَا أَثَرِ .
سَأَنْصِبُ لَك سُرَادِقَ عَزَائي :
مِنْ صَدْرِ و عَجُز خِيَّامِ شِعْرِي .
لَنْ ارْثِيكِ .
لَن أَكْتُبَ لَك شَاهِدَةً عَلَى قَبْرِي .
لَنْ ابْكِيكِ .
فَرِثَائِي ،
تَسْتَحِقُّهُ فَقَطْ السَّيِّدَاتُ
مِنَ النِّسَاءِ ،
الوَاقِفَاتُ
عِنْدَ حَدِّ الْوَعْدِ ! .
كنت أَنْتِ في المصير الأخير ،
فِي سَمَائِي ،
مِثْلُ سَحَابَةِ صَيْفٍ تَعِدُ كُلَّ حِينٍ بِالْمَاءِ ،
و لَا تُمْطِرُ في النهاية غَيْرَ جَدْبٍ و جَفَاءِ .
كُنْتِ مُجَرَّدَ سَرَابٍ فِي صَحْرَائِي !
لَمْ تَكُونِي حَقًّا أَبَدًا أَمَلَ وَاحَاتِي !
و لَا كُنْتِ فُصُولَ الرَّبِيعِ القَادِمَاتِ !
كُنْتِ مُجَرَّدَ وَعُودٍ و ظِلالٍ عَابِرَاتٍ !
كُنْتِ وَ كُنْتُ حَتَّى كَانَ الْعِشْقُ ،
طَوَعْناهُ كَمَا الْحَدِيدُ يُطَوِّعُهُ الْحَرْقُ ؛
ڤإذْ بِي فَقَطْ مِنْ رَحِمِ الْوَهْمِ
صَنْعَتُكِ،
و مِنْ تَفَاصِيلِ خَيَالِي ،
لَمَّا نَحَتْتُكِ حَتَّى خُلِقْتِ مِنْ كَلِمَاتِي،
حَتَّى فَرَحًا بِهَا وَ بِكِ وَلَدَتُكِ !
إرحلي مِن جَنَّتِي .
اُخْرُجِي مِنْهَا مَطْرُودَة تُقْصَى .
إنَّ الحب الحق أَوْصَى :
لاَ يُخَلَّدُ فِيهَا مِنْ حبيبه يَعْصَى !
و أَنْت عَاصِيَّةٌ مُسْتَخِفَّةٌ اعْمَاكِ ،
عَمَاكِ ،
حَتَّى غَدَوْتِ لَا تُفَرِّقِينَ فِي بَحْرِ هَوَاكِ
بَيْن قَاعِ التَّحْتِ و عَالِيَّاتِ الْأَفْلَاكِ !
حَتَّى إذ بِكِ إذ خُيِّرْتِ بَيْنَ خَاطِرِي ؛
و بَيْنَ كُلِّ خَاطِرٍ عَابِرِ .
اخْتَرْتَ غفلة يَا أَسَفِي عَلَيْكَ خَاطِرَ الْعَابِرِ…