الهيمنة والاستراتيجية الاشتراكية
ترجمة وقراءة : عبد الكريم وشاشا
يعتبر هذا الكتاب المشترك:
Hégémonie et stratégie socialiste
الهيمنة والاستراتيجية الاشتراكية
الصادر سنة 1985
بين الفيلسوف والمنظر الأرجنتيني
Ernesto Laclau
والباحثة البلجيكية
Chantal Mouffe ,
النص الأساسي لما يسمى ” ما بعد الماركسية ” وهي حركة فكرية نقدية واسعة يندرج داخلها عدد كبير من الماركسيين بما فيها الكتابات النقدية لكل من جورج لوكاتش وأنطونيو غرامشي واجتهادات أخرى وازنة في النظرية النقدية؛
مهمتها الرئيسية ضرورة التفكير في عمل ماركس وتركته وإعادة تشكيل البحث النقدي كرد سياسي على الرأسمالية المتقدمة؛ وإثارة الإشكاليات والاخفاقات في النظرية الماركسية وإعطاء بدائل تحل محلها لتطويرها وزيادة تفاصيلهاوالعمل على تشكيل خطاب يساري راديكالي وممارسة نظرية وإيديولوجية تعبوية.
ويمثل عام 1968 بداية النهاية للماركسية الرسمية أو الماركسية المعهودة وانتفاء الطابع التقدمي عليها، وذلك من خلال الأحداث الثالية:
# دخول الدبابات السوفياتية شوارع براغ.
# أحداث باريس واعتبار الحزب الشيوعي الفرنسي جزء من المشكلة.
# تنامي وصعود الحركات الاجتماعية الجديدة النسوية والبيئة.
وأهم الإشكالات أو الاخفاقات في جوهر النظرية الماركسية التي عرضتها الحركة النقدية ما بعد الماركسية هي كالتالي:
# التحول الأساسي الذي طرأ على مفهوم الطبقة العاملة التقليدية وإعتباره إشكالا حقيقيا نظريا وتطبيقيا؛ بفعل الثورات التكنولوجية والرقمية الهائلة فتعقدت عمليات الإنتاج وبرزت طبقة أخرى من المهندسين والفنيين والإداريين والمحاسبين أصبح دورهم في الإنتاج أهم من اليد العاملة.
# نظرية التاريخ عند ماركس هي نظرة غائية للعملية التاريخية وفق خطاطة قطعية محسومة سلفا: قبل تفكك المجتمع الرأسمالي سينقسم المجتمع إلى طبقتين فقط وسيقف التاريخ إلى جانب الطبقة العاملة وقيام دكتاتورية البروليتاريا والمجتمع الاشتراكي ثم اضمحلال الدولة وظهور المجتمع الشيوعي كنهاية للتاريخ ونهاية للعالم؛
هذه الخطاطة التنبؤية القطعية اليقينية تعتبرها النظرية النقدية أو ما بعد الماركسية غير علمية وإخفاق جوهري للنظرية الماركسية؛ كما أنها قدمت مسوغات نظرية بئيسة لقيام الأنظمة الشمولية الستالينية الدموية في أوروبا الشرقية.
إن داخل هذه الإشكالية كما نرى إشكاليات أخرى مرتبطة بها كالديمقراطية وتلك العلاقة المعقدة بين ما هو اقتصادي وقانوني وسياسي وثقافي وإيديولوجي…