الفينيق ميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

أي مجتمع مدني لأية جالية؟!
الحلقة I: في المفهوم وجنيالوجية التكوين.

 

أبو بكر السعيدي 

 

 

يُعرَّف المُجتمَع المدنيّ « la société civile » بأنّه مجموع المُنظَّمات غير الربحيّة، وغير الحكوميّة المُستقِلّة تماماً عن السُّلطة السّياسية والتي تَمّ تأسيسها على يَد أفراد أو جماعات مُهتمة بالطّابع الإنسانيّ، وهي تشمل في مُجملها مجموعة المُنظَّمات الخيريّة، النقابات العُمّالية، النقابات المهنِيّة، مُؤسسات العمل الخيري، المُنظَّمات الخاصّة بحقوق الإنسان، النّوادي الرّياضية، جماعات الرّفق بالحيوان، والجماعات المُكوَّنة من السكّان المَحليّين…

 

تَمَّ استخدام مُصطلَح المجتمَع المدنيّ في فترات مُختلفة إلا أنه عَاد إلى الظُّهور بمفهومه الجَديد.

 

بَعْد فترة السَّبعينيّات انتشرت مُؤلَّفات عالم الاجتِماع “أنطونيو غرامشي” في المجتمَع العربيّ، وبَدأ مفهوم المُجتمَع المدنيّ باختِراق الثَّقافة العربيَّة، وسَاهم في إكسابِها طابع اجتماعيّ توعويّ يَقومُ على الأعمال التَّضامنيَّة.

 

أما عن المجتمع المدني بإسبانيا وكطالونيا تحديدا، ظهر على شكل جمعيات تسير المساجد، لطبيعة التركيبة البشرية والشرائح الاجتماعية التي التحقت باسبانيا، كان همها هو إيجاد مكان للصلاة وإقامة الفرائض ، والذي أصبح كملتقى اجتماعي للتنفيس عن مشاكل الحياة اليومية، من البحث عن العمل، البحث عن مسكن، التشاور حول بعض الوثائق الإدارية…

 

بعد هذه الحاجات والمتطلبات بدأ التفكير في جمعيات ثقافية مدنية، تهتم بالحفاظ على الهوية المغربية، بإقامة أنشطة إشعاعية، مستغلة مناسبات دينية أو وطنية، منها طرح فكرة التلاقح مع ثقافة البلد المضيف تحت مقولة “الاندماج و التعايش” ،وبالفعل استطاعت الجالية ان تتقدم خطوات مهمة في هذا المجال، خصوصا وأن بلد الاستقبال طرح برنامج تفاعلي سمي (برنامج الاستقبال)، من خلاله تم توضيف مجموعة من الشباب و الشابات في البلديات و المستشفيات، لتسهيل عمليات الإدارة للذين لا يتحدثون اللغة، وبعدها فتحت مدارس لتعليم اللغة الإسبانية والكطلانية.

 

داخل هذا الزخم تطورت الجمعيات، وأصبحت أكثر انفتاحا ونضجا، حيث بدأت تظهر داخل المجتمع المدني، جمعيات تشمل جنسيات مختلفة داخل إطار واحد، لاعتبار أن مشكل الهجرة فيه تقاسم على درجات متفاوتة من نفس المشاكل، ألا وهي الاندماج و التعايش.

 

وحين الحديث عن التعايش، لا يقتصر الأمر على التنوع الاثني و الثقافي بل تعداه إلى المستوى الديني، حيث تنظم ما يسمى بالأبواب المفتوحة، يستقبل فيها المواطنين المحليين للتعرف على المساجد من الداخل، كما ساهمت الإفطارات الرمضانية للتقارب بين الأديان والتعايش، حيث أصبحت كل من الجمعيات الدينية والمدنية تشتغل جنبا إلى حنب،وفي مشاريع حقل مشترك…

#يتبع

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تفوت أهم المقالات والأحداث المستجدة

آخر المستجدات

error: Content is protected !!