نساء تحت الشمس
أمينة أيوب شومان
استوقفتني جمله قالها جورج غلوي عندما ذهب لزيارة كندا في القطب الشمالي فوجد طفلة تبلغ من العمر ٨ اعوام فسألها من اين انت فقالت من يافا فقال أو لم تفقدي الامل بالعودة الى يافا وانت تعيشين في درجة حرارة تصل الى ٤٧ درجة تحت الصفر فقالت سنعود يوما الى يافا.
نعم فكيف لشعب ان يهزم وهو يحمل وطنا داخل افكاره وجسده، كيف لشعب ان يهزم وقد حملت نسائه في اعوام النكبة ولا زالت..
ناجي العلي وغسان كنفاني ومحمود درويش وادوارد سعيد وسلسله لا تنتهي من كواكب الشهداء والمقاومة والمفكرين، فكل يقاوم على طريقته الخاصة ،فهناك قلم يرسم وشعر يغنى للمقاومة والحياه وبندقيه فلاح وإمراه تلد على الحواجز وفي سجون الاحتلال ،واخرى مرابطه بالأقصى صابرة مؤمنه بأن هذا البيت لنا والهواء لنا وما غير ذلك خرافات
و إمرأة غيرت مسار تاريخ المقاومة ،كسهيلة اندراوس التي قامت بخطف طائرة إسرائيلية لتفاوض على اسرى فلسطينيون في سجون الاحتلال، وليلى خالد التي اختطفت باص اسرائيلي لتفاوض على اسرى في سجون الاحتلال ودفعت حياتها ثمنا لذلك.
ولأن دوله الاحتلال تعلم انها روح المقاومة فقد كان الهدف هو كسر هذه الروح بقتل الأبناء ونفي الاحبة واعتقال الاحلام قبل اعتقال الشبان، فهي من دفعت ثمنا في خيام اللجوء والنزوح وتحملت الم الهجرة وقساوة الطبيعة وقساوة الأنظمة التي ترى ان الجلاد من حقه قتل الضحية، وتحملت حروب الدول التي عاشت فيها واصبحت لاجئه مرة أخرى بعد الحرب على العراق وسوريا وليبيا والحرب الأهلية اللبنانية واحداث ايلول الاسود مع النظام الاردني ،انها صيرورة الوجع ولكنها لم تنسى ان تعلم اطفالها حب فلسطين فكان الاكل والتراث والهوية والرقصة والتراث ينتشر في كل اصقاع الارض واصبح ثوار العالم يروون الكوفية رمزا للعدالة ورمزا للحرية .
انها السيدة التي تفطر في رمضان مع اطفالها على انقاض بيتها المهدوم في صورة تجسد كل معاني الصمود، فنحن اصحاب القمح والبيدر، وهذا ما كتب عنه صحفي اسباني عند عودته من تغطيه لحرب غزة، فقد تحدث عن امرأة فلسطينية كانت تجلس على انقاض بيتها المهدوم وقد قامت بجمع ما تيسير من خشب البيت و أشعلت نارا و أعدت أكوابا من الشاي للصحفيين الاجانب وكأنها تقول ان الله معنا ، أهذا هو الايمان بالنصر الذي طالما درسنا عنه ،أهذا هو وعد لنا بأن هذا النصر سيكون هناك على أبواب وفي اكناف بيت المقدس، اهذا هو الإيمان بأن هذه الارض التي انجبت عمر ابو ليلى وثائر حماد و تحملت طعنات التطبيع قادرة على الاستمرار لأنها تعي ان هذه الارض مقدسه 0وانها تعرضت للاحتلال التاريخي عشرات المرات ولكنها دائما تبقى هي ويذهب العابرون