جرثومة الفساد
أين نحن من هذا الصمت المتواطئ؟
شاكر بوعسل
هل يحق لنا أن ندعو الى رحيل وزير العدل الحالي وطلب اقالته وفتح تحقيق شامل وشفاف حول ملابسات وحيثيات امتحان ولوج مهنة المحاماة؟
هل يحق لنا أن ندعو الى محاسبة ومتابعة أي مسؤول أخل بمهامه وخان الأمانة أو تعسف في استعمال السلطة؟
أليس من حقنا الاستنكار من الاستهزاء الذي يتعامل به بعض المسؤولين من وزراء وغيرهم وكأننا رعاع أو عبيد لهم؟
أليس من حقنا أن نسائل كل مسؤول يغتني على حساب منصبه ومسؤولياته ويستغل نفوذه في تحقيق مصالحه الخاصة؟
أليس من المفروض أن مناصبهم ومسؤولياتهم هي فقط من أجل الدفاع وخذمة مصالح المواطنين؟
ألسنا من المفروض نحن المواطنون من عليه أن يمارس هذه الرقابة، وأن كل مسؤول معرض للمحاسبة باعتبار مهامه تكليف وليس تشريف؟
هذه ليست أسئلة الجمهورية الفاضلة، أو الرومانسية الثورية، بل هي أول أبجديات النضال من أجل الديمقراطية ودولة الحق والقانون.
هذا ما جعلني اثور على نفسي أولا، وعلى كل التعاليق التي تفاعلت مع تدوينات مثيلة، ترجمت نوع من السلبية والرضوخ الى أمر الواقع. مثلا:
’’ هذا هو المغرب’’
’’ إذا كنت في المغرب فلا تستغرب’’
’’ الكل غارق في الفساد’’
’’ الفساد متجذر في المغرب ’’
’’ الدعوة بهم الى الله’’
’’ هذا المغرب، نحن لسنا في أوروبا’’
’’ النظام ليس من مصلحته اقالة ومحاسبة أي مسؤول في المرحلة الراهنة’’
هي كثيرة الإجابات التي تؤكد أطروحة المواطن المهزوم، المنكمش في قهره وكدحه واستغلاله، المواطن السلبي غير الواثق من نفسه وقليل النية!!!
نعم قليل النية، في الامس القريب كانت أحلامه كبيرة في معانقة المجد و النجاح و أعلى المراتب في كأس العالم. وكانت عزيمته تكسر الجبال. لكن اليوم يتلحف في غطاء الرضى بأمر الواقع وكأنه يستسلم لقوة الفساد والمفسدين.
لم يتبق لنا الا أن نثور على صمتنا، على ركودنا، على سلبية تفكيرنا وقلة فعلنا، أن نثور على دوغمائيتنا في النضال والمواطنة ونستبدلها بعقيدة الفعل والممارسة.
لم ننزل من كوكب آخر، معطيات البلاد والعباد ليست غائبة عنا. نحن ضحايا الفساد والقهر والاستغلال منذ ولدنا، عشنا وترعرعنا فيه، نحن ضحايا هذا الوطن الذي احببناه فتعامل معنا زبانيته بالقمع والاقصاء والتهجير… لكن الى متى؟؟؟؟؟
جرثومة الفساد تزيد انتشارا بتواطئ مع صمتنا جميعا. القاعدة تقول: لا تراكم بلا فعل، ولا فعل بلا إرادة.
هذه رسالة الى كل الحالمين بالدولة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. الى كل مناضلي الصف الديمقراطي، الى كل الحقوقيين والنقابيين، الى كل المدافعين عن دولة المؤسسات، الى كل المواطنين الشرفاء.
أين نحن من هذا الصمت المتواطئ؟؟؟؟
نحن من يخلق الفعل، والإرادة ارادتنا