مغاربة المهجر وأسئلة التنمية المستدامة
أي التزام؟
عبد السلام المجلاوي
مونتريال في 31 ديسمبر 2022
بالنظر إلى السنوات الطويلة لهجرة الملايين من المغاربة المتواجدين في جميع القارات، ومع عودة ظهور جيل جديد من المنفيين السياسيين، صحفيين، أكاديميين وأطر كثيرة من الشباب المؤهل ذوي الكفاءات العالية في مختلف المجالات الحيوية، التي يمكن اعتبارها ضرورية للمغرب وفي أمس الحاجة إليها في الظرفية الراهنة. نطرح أسئلة حول دور مغاربة المهجر في التنمية المستدامة، مكافحة التغير المناخي و الاحتباس الحراري ، الفقر ، العدالة الاجتماعية و الدولة الديمقراطية…
هذه الاسئلة التي تفرض نفسها مع نمو الرأس المال البشري والخبرة المهنية والأكاديمية والاجتماعية لمغاربة المهجر، هذا الشتات الذي لم تعد تطلعاته تقتصر على اقتناء قطعة أرض أو شقة في بلد الأصل، إنما هو جيل جديد يدرك تحديات الديمقراطية وحقوق الإنسان وأهداف التنمية المستدامة .هم مواطنون في بقاع العالم ملتزمون و مقتنعون بضرورة المساهمة المباشرة و غير المباشرة في التغيير و التراكم في أفق التنمية.
الأمثلة على ذلك كثيرة نأخذ منها:
عمل الباحثين العلميين من أصول مغربية في جامعات ومختبرات ومراكز الدراسات العلمية في مختلف دول العالم.
الالتزام النضالي لآلاف المغاربة في المجتمع المدني والصحافة المستقلة وحركة حقوق الإنسان والعمل التطوعي في كل من أوروبا (التي كانت موطنًا للمنظمات والجمعيات منذ الستينيات) وفي أمريكا الشمالية التي تتطور بشكل كبير يساهم في الاندماج الاجتماعي والمشاركة السياسية الى جانب حقوق المواطنة بدون عقد نقص او رؤية شوفينية.
هي نماذج تتجلى في مجال الابداع والابتكار التكنولوجي، المهني، البحث العلمي الرفيع المستوى وفي ميدان الانتاج الأدبي والأكاديمي. أَضف الى ذلك مجال العمل التطوعي الشامل في التنمية وحقوق الانسان والتعبئة من أجل بناء ديموقراطية حقيقية ومغرب تسوده العدالة والمساواة والرفاهية. لنختمها بالدور الطلائعي لرياضيين من مغاربة المهجر الذين ساهموا الى جانب إخوانهم داخل الوطن في صنع التاريخ في كأس العالم الأخير لكرة القدم والنتائج الرائعة التي حصلوا عليها. هي إشارة قوية الى أن التحام التجربة والخبرة بالإرادة في الفعل والتفوق، قادرة على تحدي كل العقبات وتحقيق نتائج غير متوقعة.
ختاما لا يسعني الا أن أجدد دعوتي لمزيد من التطوع والالتزام الايجابي لأخواتنا واخواننا من مغاربة المهجر من شباب و كل النشطاء الذين أُجبروا على العيش في المنفى، لإعطاء المثال في الوطنية الحقيقية لأن بلدنا المغرب يحتاج إلينا، اخواننا في الداخل يحتاجون إلى جهودنا في المجالات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية ومجهوداتنا في مجال الدفاع على حقوق الإنسان وحرية التعبير التي تعرف تضييقا لم يعد محتملا خصوصا وأننا نرى العشرات من معتقلي الرأي والصحفيين والمدونين ما زالوا يقبعون في غياهب السجون دون أي اعتبار للدعوات المتعددة من منظمات حقوقية و إنسانية و ملتمسات عائلاتهم والرأي العام.
حتى لا يضيع الأمل منا، أتمنى لكم جميعا سنة سعيدة.