الشهيد عمر بنجلون عنوان ليسار يتجدد
صافي الدين البدالي
الشهيد عمر بنجلون عنوان المؤتمر الاندماجي
ينعقد المؤتمر الاندماجي لأحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي المكون من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي،حزب المؤتمر الوطني الاتحادي و اليسار الوحدوي، أيام 16، 17 و 18 دجنبر 2022 بالمركب الدولي بوزنيقة تحت شعار “مسارات تتوحد ،يسار يتجدد ” ،بعد ان عقدت هذه الأحزاب مؤتمراتها الاستثنائية للمصادقة على الاندماج في حزب واحد .لم يكن هذا التاريخ صدفة ، بل كان رغبة عند المناضلين و المناضلات بهذه المكونات ، لأن هذا التاريخ يصادف يوم اغتيال الشهيد عمر بن جلون ، 18 دجنبر 1975 الذي كان من أولويات نضالاته المتعددة، التحرير ، الديمقراطية و الاشتراكية. و كان من أولويات نضالاته على جميع المستويات من أجل الانخراط الجماهيري في التغيير من أجل غد أفضل .
يأتي عقد هذا المؤتمر في سياق دولي يعيش مخاضا عسيرا و صراعا استراتيجيا بين القوى العظمى على أرض أوكرانيا التي تعتبر مسرح العمليات بين أمريكا وحلف الناتو من جهة و بين الدب الروسي من جهة ثانية و ما يترتب عن ذلك يوميا من أزمات اقتصادية و اجتماعية و بيئية ، أصبحت شعوب العالم بفعل هذا التناطح تعيش حياة الرعب و الإرهاب و النفسي و السياسي . كما ان هناك تحولات على مستوى القطبية التي هي في طريقها إلى التشكل من بعض دول جنوب شرق آسيا ودول الخليج بزعامة الصين وروسيا على أرضية المصالح المشتركة الاقتصادية الاستراتيجية العسكرية و الأمن الغذائي . لقد أصبح للعالم مفهوم جديد للتحكم في الشعوب بفعل التطور التكنولوجي و المعلوماتي و الرقمنة و لم يعد يبالي بالايديولوجيات التي لا تتماشى مع الواقع الاقتصادي و الاجتماعي. لقد اختارت فيدرالية اليسار هذا التاريخ لأنها تنتمي إلى حركة التحرر الوطني والتي شاء لها النظام المخزني أن تتفرق و تتمزق وأن تضعف حتى يستفرد بالشعب المغربي. إنها مناسبة كان الشهيد عمر بنجلون و هو تلميذ واعپا كل الوعي بأهداف الاستعمار، بكل أشكاله و جنسياته، الذي لا يمكن أن يرفع قيوده على الشعوب إلا بالكفاح .
تلتقي هذه المكونات في موعد له دلالته المذهبية و التاريخية و السياسية، ذلك أن القرار بتحضير وعقد هذا المؤتمر الاندماجي كان تعبيرا عن اختيار جوهري وشامل بالرغم من القيود المفروضة على اليسار و ظلت مفروضة عليه حتى لا يصل الى الجماهير الشعبية لتبليغ رسالته ، و حتى لا يقلق أولئك الاستعماريين الجدد . و إن هذه المرحلة تعيد للأذهان ما قاله عمر بن جلون في المؤتمر الاستثنائي لحزب الاتحاد الاشتراكي في 1975 ” إن القرار بتحضير وعقد هذا المؤتمر الاستثنائي، كان تعبيرا عن اختيار جوهري وشامل بالرغم من القيود المفروضة على حزبنا ومن وجود مئات من المناضلين في المعتقلات المعروفة والمجهولة”.لقد قرر الجميع على تجاوز مرحلة الجمود و التردد و مرحلة التشرذم القاتل الذي ترك الجماهير الشعبية تعيش أزمات اجتماعية ، اقتصادية و سياسية و ثقافية . مما يتطلب الجواب عليها كحركة يسارية متجددة تعمل من أجل تعبئة طاقات المستقبل من الشباب و المفكرين و المبدعين و الفنانين والرياضيين في ظروف يسود فيها انعدام الإقصاء و نبذ أساليب الخلط والتضليل و المصالحة مع الجماهير الشعبية و المضي قدما من أجل إرساء القواعد الديمقراطية الحقيقية التي تجعل الشعب المغربي ينتقل من التهميش والاستغلال والفقر و البؤس السياسي إلى مستوى التقدم و الازدهار .