شيئ عن عقم المثقف المزيف
بقلم حسين فاتش
مثقفو مغاربة اروبا حملة الشواهد العليا وما فوق وما تحت ؛ ماأكثرهم عندما تحصي شواهدهم و تعد قائمة اسماءهم المطرزة بعبارات التبجيل والتقدير والتعظيم في المنشورات
التى تشهر المناسبات والانشطة التى يتم احياؤها بحضورهم او تحت اشرافهم او بتاطير من طرفهم في منصة الفيسبوك….
غير ان واقع جاليتنا في كافة مناحيه يظهر بجلاء ووضوح استفحال اثار تداعيات التصحر التوعوي والثقافي والسياسي وينم عن وجود إنسداد مزمن في الوعي المجتمعي . ليس اقل دلالات عجز مثقفينا عن سد هذا العجز بتخليهم عن لعب دورهم في قيادة معركة الوعي، تقاعسهم عن توظيف رصيدهم الفكرى كموازن (contrepoids) لتأثيرات الفكر الظلامي الدينى واشكال والوان الدجل السياسي والعناصر المولدة للفكر المتطرف باعتبار ان هذه الفيروسات جميعها عندما تتوالد وتحتضن تنتشر وتتحول الى فكر وثقافة، والفكر لا يحارب إلا بالفكر.
من جهة ثانية غياب او عجز نخبة مفكرينا وسياسينا عن الوفاء بالامانة الملقاة على عاتقهم جعل مجتمع جاليتنا يغط في غيبوبة فكرية، وفقدان للوعي، وأمية سياسية مطبقة، دون شعوره أو إحساسه لما يجري حوله بمجتمعات الاستقبال من متغيرات سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية، في الحياة.
في المسألة الدمقراطية على سبيل المثال -مادمنا نعيش كلاجئين او كمواطنين مجنسين ببلدان دمقراطية- فإن الوعي والتوعية هو الفعل القادر على التغلغل في النسيج الاجتماعي والسياسي وبدون الوعي يفقد المهاجر انسانيته ويقبل بان يتم تشييئه وتركه على الهامش …
المثقف -عندما يكون مثقفا واعياً بالدور المنوط به وليس مثقفا مرقاويا يلهث خلف البقايا- يناضل ويدعو لااحترام الحرية والمشاركة والقانون الذي ينظم حياتنا ويحميها من الفوضى، واحتراما للآخر الذي ليس إلا نحن بصورة أخرى وليس الكافر الذى يجوز سلبه ارزاقه وسبي زوجته وبناته …
اذن هنالك المثقف الحيوي الفاعل والمؤثر في محيطه، لما يمتلكه من تأثير فكري سلوكي على الآخرين حتى وان لم يكن حائزا على شهادة دكتوراة او منتحلا لصفة دكتور لغاية التزين وتعظيم ذات تعانى عقدة النقص !، هذا النوع من المثقفين البروليتاريين الفاعلين، يمكن أن نجد لديهم القدرة على الانتاج الثقافي الفكري المؤثر، على العكس من أنواع اخرى ….. فهؤلاء بسبب فقرهم الفكري لا يمتلكون القدرة على تحويل الثقافة الى منتج، وليست لديهم قدرة التأثير في الجمهور المستهدَف، وبهذا يفقد المثقف المزيف الميزة الأهم التي ينبغي أن تميزه عن سواه، ونعني بها التأثير في محيطه والتأثر به والتفاعل معه.