المغرب يفوز بكأس قطر
بقلم برعلا زكريا
لا شك أن أجواء نسخة كأس العالم 2022 جعلت الروح الوطنية تطفو على السطح، يظهر ذلك جليا من خلال إبداعات شابات وشبان المغرب، سواء المرابطين بقطر، أو في كل دول العالم، باستخدام التطبيقات الرقمية (فيسبوك، تيك طوك، إنستاكرام). حيث انتشرت مقاطع الفيديو المزينة بلوني العلم المغربي الأحمر والأخضر.
هذه الإبداعات كان لها صدى كبير لدرجة أن الصحيفة البريطانية الشهيرة : the sun كتبت النشيد الوطني المغربي مترجما إلى اللغة الإنجليزية في صدر صفحاتها.
بل حتى مدربي كبار الفرق كإسبانيا أو كرواتيا أو بلجيكا توجسوا من قوة حضور المشجعين المغاربة ومساهمتهم في تحفيز اللاعبين.
ولأن عيون العالم متوجهة صوب قطر، فإن إبداعات المغاربة وحضورهم الوازن. وانفتاحهم على باقي الشعوب خير سفير لنشر الثقافة المغربية والتعريف بهذا البلد العريق.
وبفضل إبداعات شباب المغرب، يمكن القول أننا تميزنا بمونديال قطر، سواء بالمستوى المشرف الذي ظهر عليه الفريق الوطني، أو بالمساهمة في تأمين هذا العرس الكروي من خلال حضور عناصر الأمن الوطني بقطر، بل حتى أن حفل الافتتاح الذي أدهش العالم بأسره فهو من تصميم المنتج المبدع المغربي “ريدوان”.
من جهة أخرى، حينما ترى الصغار متحمسين، يعانقون العلم المغربي ويرددون النشيد الوطني، ويخرجون للتعبير عن الفرحة في الشارع دون إحداث الفوضى أو إلحاق الضرر بالأملاك العامة، فذلك أكبر رد على من يشككون في الأجيال الشابة.
لقد برهنوا على أنهم لا يقلون وطنية عن الآباء والأجداد، وأن حب الوطن يجري في عروقهم.
كما أن المرأة المغربية أثبتت ولا زالت بأنها لا تقل وطنية عن الرجل، وحينما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني فمتابعة كرة القدم لم تعد حكرا على الرجال.
كل هذه اللوحات الفنية الرائعة في حب الوطن، هي اعتراف للأسرة المغربية وللمدرسة، كونهما نجحا في غرس قيم الوطنية في كل الأجيال المتلاحقة.
مونديال قطر سلط الضوء على المغرب من كل الزوايا، وجعل العرب يهتفون باسمه ويفرحون لفرحه. وقد شاهدنا كيف اهتزت المقاهي في كل البلدان العربية من المحيط إلى الخليج مع كل هدف أو هجمة خطيرة.
مونديال قطر وضع المغرب في بعده الجهوي وجعل الأفارقة يدعمون بلدا ينتمي لهم، كما جعل الشعب الجزائري الشقيق يدرك مدى حبه وارتباطه بجيرانه. والدليل أن نظام الجنيرالات منع الإعلام المحلي بالجزائر من تغطية أخبار المنتخب في خطوة يائسة وغبية. وفي جميع الأحوال فالجزائريون لا يتابعون أطوار المونديال من خلال قنوات نظام العسكر. يكفي تصفح محرك البحث Google حتى تظهر جميع النتائج بشكل فوري وبتحديث مستمر، ناهيك عن القنوات العالمية الناقلة والبث عبر الأنترنت.
صحيح أن مجريات البطولة العالمية لا زالت مستمرة ولم ينكشف بعد بطل هذه النسخة المميزة، التي تحتضنها بلاد عربية لأول مرة في التاريخ.
مع ذلك، يمكن القول بأن المغرب تميز في كل شيء، وكسب الرهان وفاز بالمونديال.