البلطجية وبؤر التوتر المرتقبة على هامش أحداث بروكسيل
بوعسل شاكر أفاسي
أعمال العنف والشغب والبلطجية مرفوضة ومدانة بشدة، كيفما كانت أسبابها ودواعيها وكيفما كانت الجهة التي تقوم بها أو من وراءها.
ما حدث في بروكسيل وفي بعض المدن المجاورة من بينها مدن هولندية، هي وقائع يصعب تفسيرها، تحتاج الى وقوف جريء ومسؤول وتعمق في المجريات.
هذا ما أكده لي أحد مناضلي الجيل الأول المقيمين في بروكسيل، من الأطر الملمة بالحقل الاجتماعي والسياسي والحقوقي الأستاذ فادي بنعدي ’’ هذه ظاهرة مجتمعية نعيشها منذ مدة طويلة، تتمثل في ظهور مجموعات من البلطجية في كل التظاهرات والتجمعات الرياضية، الثقافية أو حتى ذات الطابع التضامني أو الاحتجاجي هدفها الأساسي هو تدمير الممتلكات العامة والخاصة والدخول في مواجهة مباشرة مع عناصر الامن والشرطة. هي ممارسة تترجم الرغبة في التعبيرعن شعور فئة من المجتمع بالضيق والغبن والاستياء الذي لم تستطع السياسات العامة والمؤسسات المعنية الإجابة عنه‘‘
شباب من الجيل الثالث أو الرابع يقومون بتكسير وحرق وتخريب أملاك عمومية بشكل جماعي ومنظم يتلحفون العلم المغربي في قلب العاصمة الاوربية هو مؤشر خطير لوجود بؤر توتر قابلة للانفجار في أية لحظة وفي أية مناسبة وبدون أية دواعي موضوعية.
قد نتفهم أسباب الغضب والانزعاج من الجهة الأخرى التي خسرت المباراة أو يمكن أن نجد تفسيرات لهذه الأعمال في الاحتجاجات والتظاهرات المطلبية، لكن ما لا يتقبله العقل والمنطق هو أن تخرج للاحتفال بفوز بلد الأصل على بلد الإقامة بهذه الكيفية. هنا يجب أن نقف بجدية وبكل مسؤولية أمام هذا الحقد الدفين وهذه الكراهية والبحث عن الدواعي والأسباب. يجب أن نقف بقلق شديد عن طبيعة المواطن والانسان الذي تنتجه مجتمعات الإقامة في هذه المرحلة الحرجة بالضبط.
نحن لا نتحدث عن المهاجرين غير النظاميين أو المهاجرين الذين يوجدون في بداية الاستقرار وانما عن شباب ولد وترعرع وتمدرس في هذا المجتمع، بحيث أن إشكالية الاندماج الاجتماعي والتأقلم غير مطروحة بالنسبة أليه. نحن نتحدث عن جيل من المفروض أن يكون جزءا من هذا المجتمع مواطنا بكل مواصفات هذه الكلمة.
القضية هي أكثر بكثير من كرة القدم أو افساد لحظة فرح أو متعة بالانتصار، أكثر بكثير من تلحف العلم الوطني أو الإحساس المفرط بالوطنية.
خطاب الكراهية حاضر، ينتشر بسرعة، يصل ويتجذر في المجتمع مدعوما بالصوت والصورة، بالسلوك والممارسة يبرع في استغلاله من يبني مشروعه السياسي على رفض الآخر الذي يختلف عنه ثقافيا، دينيا وعرقيا، يتغذى منه اليمين المتطرف ويقتوي به كل من يريد ان يجعل من هذه البؤر المتوترة قنابلا موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة.
الأسئلة مطروحة.. تجنب الحرائق هي مسؤولية الجميع.