عدنان شطراوي 

بعد أربع سنوات من الغياب، عادت المسابقة الأهم في عالم كرة القدم. أربع سنوات تغير فيها العالم جذريا، انتقل فيها من زمن ماقبل فيروس كورونا لزمن مابعده المصحوب بالأزمات المادية والسياسية والصحية والبيئة.
ولكي تكتمل صورة العالم الجديد المتغير، فإن النسخة الحالية من كأس العالم تقام في دولة عربية لأول مرة في التاريخ، مما أثار كثيرا من الجدل خاصة في العالم الغربي.
ولكي نبقى في الإطار الرياضي، ارتأينا عدم الخوض في تفاصيل الجدل ولا في حيثيات الصدام الثقافي الذي يخلفه مونديال قطر 2022، تاركين ذلك لزملائنا في الأقسام الأخرى. أما نحن، فسنفصل في كل ما هو رياضي، بداية من اليوم، ولغاية نهاية البطولة يوم 18 دجنبر.

المنتخب المغربي وموعد مع التاريخ

لا يخفى على أحد أن المنتخب المغربي يمتلك أحد أفضل الفرق في تاريخه “إن لم يكن أفضلها”. فلأول مرة يدخل المغرب كأس العالم بتركيبة تحتوي على لاعبين من المستوى الأول عالميا، كياسين بونو (إشبيلية الإسباني)  وأشرف حكيمي (باريس سان جرمان الفرنسي) ونصير مزراوي (بايرن ميونخ الألماني) وحكيم زياش (تشيلسي الإنجليزي) ونايف أكرد (ويست هام الإنجليزي) وعبد الصمد الزلزولي (يمارس في أوساسونا الإسباني على سبيل الإعارة من برشلونة)، إضافة للائحة طويلة من اللاعبين الممارسين على أعلى مستوى.
من جهة أخرى، تحررت التركيبة البشرية من “الصدام” الدائم مع المدرب السابق وحيد خاليلوزيتش، وباشرت تجربة جديدة مع بطل إفريقيا والمغرب وليد الركراكي، المدرب الشاب الذي يصنع لنفسه وللمجموعة أجواء ممتازة في التدريبات.
معطيات وأخرى تجعل من المنتخب المغربي مرشحا ومنافسا قويا على بطاقة التأهل للدور الثاني، ولما لا لأدوار أخرى متقدمة. فتاريخ المنتخب المغربي يستحق إنجازا من هذا القبيل، كما أن لاعبي المنتخب يمارسون في نفس مستوى اللاعبين المنافسين لهم (بونو والنصيري يمارسان رفقة الكرواتي إيفان راكيتيش في إشبيلية وحكيم زياش يمارس رفقة الكرواتي ماتيو كوفاسيش في تشلسي وإذا كان الكندي ألفونسو دايفيز هو الظهير الأيسر لبايرن ميونخ ففي الجهة اليمنى للنادي البافاري يقف نصير المزراوي)، مما لا يدع مجالا للخطأ ولا للاستصغار، فمستوانا من مستواهم، وطموحنا أكبر من طموحهم.
في النهاية، نذكركم أن النسخة الحالية من كأس العالم مليئة بالمتغيرات والأحداث الفريدة، ومن بين أهمها نذكر لكم خوض الأسطورتين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو لآخر مونديال في مسيرتهما الحافلة، وهذا ما سنتطرق له بالتفصيل في قادم المواد.
و في انتظار ذلك، لا تنسوا الموعد الأول للمنتخب الوطني المغربي في افتتاح المونديال يوم الأربعاء على الساعة 11 صباحا بالتوقيت الأوروبي، حينما يواجه أسود الأطلس المنتخب الكرواتي وصيف بطل النسخة السابقة.