* النفق المسدود *
رن هاتفي هذا الصباح ، وتناولت الهاتف بعد أن سحبت منه خيط الشاحن .
كان المتصل صديق وزميل قديم وفي كل مرة تتجدد صداقتنا في مهمات صعبة ، أي ذلك الصعب الذي نقبض عليه من المستحيل ويتحقق .
بعد التحية والسلام .. والأحوال عن الأهل والمشاريع المقبلة .. قال أنا في الطريق عندك .. اختر مكانا مناسبا لنتحدث فيه ونفطر فطور بلدي بالجبن والبيض البلدي والزيتون … لأني سأواصل مهمتي نحو الحسيمة وبعدها الناظور ثم أعود إلى مدريد بعدها إلى طوكيو
…
في مقهى بفندق … التقينا وتحدثنا كثيرا في مواضيع السياسة والثقافة واتحاد كتاب المغرب ودول التعاون الخليجي …
قبل أن نتحدث عن أحوالنا الشخصية وعن العمر الذي يسابقنا لتحقيق استحقاقات وكتابات وتحقيقات
وفي حديثنا عن المدن التي لا تتغير وتبقى في صورة نمطية واحدة ولا تقدر على المنافسة في ظل صراعات خاوية حيث يغيب المشروع التنموي الكبير تبقى مجرد محطة صغيرة يعبرها القطار ولايتوقف ..
كم. تألمت وأصابني شبه غضب لما قال لي صديقي الخبير في المستقبليات والتوقعات : مدينتكم إذا بقيت على هذا الحال الكل سيهاجر منها.. ألم تر أنها وصلت إلى النفق المسدود وصارت مستهدفة من عدة جهات التي تقوم بترحيل امتيازات التنمية في قسمة ضيزى تأتي على هدم العدالة المجالية.
و أضاف عليكم أن تنتظروا من يفتح هذا النفق … بعد سنوات عجاف في السياحة والتنمية والاقتصاد والاستقرار وستبقى المداشر خاوية على عروشها .. لأن من يهاجر مدينتكم لايعود إليها …
وقلت له هذا كلام لايصدق … لأن هناك إرادة وسوف تتغير الأمور مع الوقت
وأجاب أنت تداري الواقع بالغربال … فاصغر فيلاج في المغرب عرف إقلاعا تنمويا وأنتم في مدينتكم لازلنتم كما أنتم … ورد علي قائلا القادم أسوأ بعد أن ينقطع عنكم الماء الصالح للشرب وتصبح المياه العادمة هي مصدر الري والاستعمالات المختلفة في الوسطين القروية والحضرية .
…
ودعت صديقي على آمل أن نلتقي قريبا في مكان آخر حيث الحياة تكون متفائلة وناصعة الشمس والحقيقة .