إسبانيا: عمل تخريبي يستهدف البنية التحتية للسكك الحديدية ويشل حركة القطارات
مخلفًا آلاف المسافرين عالقين.
الفينيق ميديا ـ مدريد
شهدت إسبانيا، صباح الإثنين 5 مايو 2025، حالة شلل واسعة في حركة القطارات فائقة السرعة بين العاصمة مدريد وجنوب البلاد، نتيجة هجوم تخريبي متعمد طال البنية التحتية الحيوية للسكك الحديدية. وأسفر هذا العمل عن توقف عشرات القطارات لأكثر من خمس ساعات، مما أدى إلى تكدس آلاف المسافرين في المحطات الرئيسية، وسط مشاهد من التوتر والارتباك.
وفقًا لتصريحات وزارة النقل الإسبانية، قام مجهولون بسرقة نحو 150 مترًا من كابلات النحاس في خمسة مواقع مختلفة بمحافظة طليطلة، وهي مواقع حساسة ترتبط بأنظمة الإشارات والتغذية الكهربائية على الخط السريع الرابط بين مدريد ومدن الجنوب. وأكد وزير النقل Oscar Puente أن العملية لم تكن سرقة عشوائية، بل تخريب منظم يستهدف شل شبكة النقل الوطنية والإضرار بالمصالح العامة.
في نفس الوقت، باشرت الشرطة الإسبانية والحرس المدني تحقيق عاجل لكشف ملابسات الحادث وتحديد هوية المسؤولين عنه. حيث تشمل التحقيقات فحص تسجيلات كاميرات المراقبة وتعزيز الإجراءات الأمنية في الأماكن الأكثر عرضة للخطر. ورغم هذه الجهود، لم يتم التعرف بعد على الجهة التي تقف وراء الهجوم.
بينما تدور في الأوساط الأمنية عدة فرضيات، من بينها احتمال تورط عصابات متخصصة في سرقة النحاس لبيعه في السوق السوداء، أو مجموعات ذات دوافع سياسية أو احتجاجية، خاصة في ظل موجة الإضرابات التي طالت قطاع النقل مؤخرا. حيث يزداد تأثير هذا الحادث لتزامنه مع عطلة (Puente de Mayo)، و التي تشهد عادة زيادة في حركة السفر والتنقل عبر القطارات.
من جهة أخرى، عبر المسافرون في المحطات المتضررة عن استيائهم من سوء إدارة الأزمة، حيث اضطروا إلى الانتظار لساعات طويلة دون ماء أو تهوية، في غياب تام لأي توضيح من موظفي السكك الحديدية. و قد تكررت هذه المشاهد في مختلف المحطات المتضررة ، حيث وجد المسافرون أنفسهم مضطرين للبقاء على الأرصفة في ظروف غير ملائمة، وسط حالة من التوتر و عدم اليقين.
في المقابل أثارت الحادثة جدل سياسي واسع، إذ اتهم زعيم المعارضة، ألبرتو نونيز فيخو، الحكومة بالتقصير في تأمين البنية التحتية. واعتبر أن ما حدث “يعكس ضعف خطير في إدارة الأزمات”. من جانبه، رد الحزب الحاكم بوصف هذه التصريحات بأنها “محاولة لاستغلال الموقف سياسيًا”، مؤكدًا أن التحقيقات الأمنية جارية بكل جدية وشفافية.
ختاما، لا تزال الأسئلة مطروحة: هل كان الهدف من التخريب مجرد سرقة أم رسالة أعمق؟ ومن يقف خلف هذا العمل المنظم؟
بينما تستمر التحقيقات، يبرز قلق متزايد في الشارع الإسباني بشأن قدرة الدولة على حماية بنيتها التحتية، خاصة تلك المرتبطة بحياة الناس اليومية.